قبل نحو 10 أيام فاجأ أقارب الطائرة الماليزية المفقودة الجميع بأن هواتف ذويهم من ركاب الطائرة ما زالت تصدح بالرنين حين يسعون للاتصال بهم، ما أضاف لغزا جديدا لألغاز عديدة تتراص جنبا إلى جنب دون إجابة حاسمة منذ اختفائها المثير 8 مارس الجاري.
وأثار السؤال عن سبب استمرار رنين الهواتف- حتى 11 من مارس على أقل تقدير- سؤالا آخر هو: لماذا إذن لم يتصل، ولو راكب واحد، ليخبر ذويه بما كان يحدث للطائرة، ولماذا لم يقم من له حساب في “فيسبوك” أو “تويتر” بكتابة ولو نص أو تغريدة للأصدقاء والمتابعين لإبلاغهم بما جرى؟
وفي محاولته لفك هذا اللغز الجديد قال الطيار السعودي، إحسان قطب، لـ”العربية نت” إن لنسبة ارتفاع الطائرة تأثيراً كبيراً على تحقيق الاتصال بهاتف جوال على متنها، “فلو كانت الطائرة الماليزية تحلق على ارتفاع 1000 إلى 2000 قدم مثلاً، لتمكن من كان على متنها من استخدام هاتفه بسهولة، لقربه من المحطة الأرضية”، والمثل هو من هجمات 11 سبتمبر نفسها.
وأضاف الطيار لـ”العربية.نت”، التي قالت إنه يتمتع بخبرة في الطيران تزيد على 23 عاما، وهو مؤلف كتاب “أسرار الطيران”، إنه في اليوم الذي تم فيه خطف الطائرات الأميركية التي نفذت هجمات 11 سبتمبر، تمكن بعض ركابها من الاتصال بذويهم فقط حين حلق الخاطفون بها على ارتفاعات منخفضة للوصول إلى أهدافهم، وأعلاها كان برج التجارة الدولي بمبنييه في نيويورك”.
“كما أن هواتف ذلك الوقت كانت مرتبطة بالأقمار الصناعية، وليس بالمحطات الأرضية كما هي اليوم”، وفق ما ذكر الكابتن إحسان قطب.
وما يؤكد كلامه هو فيديو شهير لطائرة الانتحاري المصري محمد عطا، وفيه تظهر الطائرة التي كان يقودها وهي تمر فوق أبنية نيويورك على ارتفاع لا يبدو أنه أكثر من 800 أو 1000 قدم، حين كان مسرعاً بها للارتطام بأحد مبنيي البرج الذي انهار بكامله فيما بعد.
ومما تمت معرفته عن الطائرة الماليزية أنها كانت تحلق على ارتفاع 35 ألف قدم حين اختفت عن رادار مطار كوالالمبور، ثم اتضح بعد أن رصدها رادار عسكري أن طيارها ارتفع بها إلى 45 ألف قدم، ثم هوى بها إلى 23 ألفاً، وبعدها إلى 5000 آلاف، ليتجنب رادارات 3 دول قريبة من مساره، لذلك بقيت نسبة الارتفاع تمنع أي اتصال.
وهناك سبب آخر شرحه الكابتن قطب، وهو أن الطيار الذي كان يقود الطائرة حين اختفت عن الرادار ربما لجأ لأسلوب الترويع والتخويف ليمنع ركابها من استخدام هواتفهم، “كأن يبلغهم أن الطائرة تمر بحالة حرجة وأي استخدام للهاتف الجوال هو خطر حاسم عليها”؛ لذلك خضع الجميع لما قال وتخلوا عن هواتفهم.
أما عن تصوره لسيناريو ما حدث للطائرة الماليزية، فتحفظ الكابتن قطب، قائلا إن “أحداً لا يعرف تماماً ما جرى داخلها، وكل ما أقوله هو احتمالات وفرضيات (..) أعتقد أن تلك الطائرة تعرضت لعملية خطف جديدة علينا وغير عادية ومختلفة جداً من نوعها وعما نعرفه من عمليات الخطف التقليدية”.
وأكد أنه لم يقرأ أو يسمع بحياته عن اختفاء لطائرة كالذي حدث مع الطائرة الماليزية.
من ناحية أخرى، سبق أن فسر المدير التنفيذي للخطوط الماليزية، أحمد جوهري يحيى، سبب استمرار رنين هواتف ركاب الطائرة بأن تلك الهواتف تتلقى خدمتها من محطات أرضية، غير ماليزية أو صينية، وإجمالاً هي أميركية وأوربية.
والذي يحدث أن المتصل يسمع رنيناً بالفعل، لكنه ليس رنين الهاتف الذي يتصل به، بل من المحطة الأرضية التي تزوده بالخدمة، والتي ما إن تحول الاتصال بعد ثوانٍ معدودات إلى هاتف المشترك، حتى ينقطع رأساً، فيظن السامع أن الرنين صادر عن الهاتف الجوال نفسه، ويظن أيضاً أن صاحبه ليس في أعماق المحيط أو بين الحطام، وإنما أسير مع الطائرة لدى خاطفيها .