– حققت الكثير من المكتسبات وتم تقديم المملكة كمنتخب كروي منافس ودولة متطورة ومجتمع متحضر حاز إعجاب العالم.
– نجاح إقامة البيت السعودي وتجربة تطوع أكثر من 400 سعودي وسعودية نظموا فعاليات المشجعين والمباريات وقدموا مهام لوجستية متنوعة.
– أهزوجة “ميسي وينه كسرنا عينه” الشهيرة ردّدتها الجماهير العالمية، وصبغت كأس العالم بنكهة سعودية خالصة.
– كأس العالم لكرة القدم تجربة حضارية وإنسانية ملهمة لمختلف الدول والمنتخبات والأفراد خرجنا منها بمكتسبات وفوائد كثيرة.
بغضّ النظر عن نتيجة مباراتنا غدًا مع منتخب المكسيك، سواء فزنا وتأهلنا لدور الـ16 أو لم نوفق، يمكن القول إن السعودية حققت الكثير من المكتسبات، ونجحت بالعلامة الكاملة في تقديم نفسها كمنتخب كروي منافس، وكدولة، ومجتمع بصورة إيجابية حازت إعجاب العالم، واستثمرت مشاركة منتخبنا الوطني في كأس العالم لكرة القدم بقطر 2022 في عرض تجربتها الحضارية، ومنجزاتها، وتطلعاتها المستقبلية، بشكل فاق التوقعات، وحظي بتغطية إعلامية عالمية موسعة.
تطوع وفوز
فمن المكتسبات المهمة الحضور السياسي الواعي لولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في افتتاح مباريات كأس العالم بقطر، وما صاحبه من متابعة إعلامية دولية مكثفة، ولقاءاته مع الرؤساء والقادة من مختلف دول العالم.
ومن الإيجابيات نجاح تجربة المتطوعين السعوديين والسعوديات في المشاركة بتنظيم نهائيات كأس العالم في قطر، حيث تطوع أكثر من 400 شاب وشابة فتح لهم الاتحاد السعودي لكرة القدم الفرصة بالتعاون مع “مسك المهارات”، ووزارة الرياضة والاتحاد الدولي لكرة القدم، لتمثيل بلادهم بكفاءة، وتقديم يد المساعدة في تنظيم فعاليات المشجعين ومباريات المونديال، من خلال مهام لوجستية متنوعة.
ومن المكتسبات البارزة أيضًا الفوز العريض لمنتخبنا الوطني على نجوم الأرجنتين بطل العالم مرتين، وما أحدثه من مفاجأة تعد من أكبر المفاجآت في تاريخ كأس العالم، مما جعل الجميع يتساءل عن السعودية ومنتخبها المتطور.
ويجب ذكر الفكرة المبدعة في إقامة البيت السعودي على كورنيش الدوحة، الذي برع القائمون عليه في تقديم تراثنا، وتقاليدنا، وثقافتنا بشكل تقني جاذب، مما جعله مزارًا رياضيًا مفضلًا لكثير من المشجعين من مختلف دول العالم الذين حضروا للاستمتاع بالفعاليات والأنشطة، وتذوّق الطعام والقهوة السعودية، والتصوير بالشماغ والثوب، وبما تقدمه الفرق الغنائية الشعبية السعودية، والتفاعل مع فنونها الموسيقية المتنوعة، وفي خوضهم لتجربة جديدة.
المشجعون السعوديون
كما أن مقاطع الفيديو المنتشرة حول العالم، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي رصدت بعفوية حماس الجمهور الرياضي السعودي في الدوحة، والتشجيع الكبير لوطنهم، والسعادة التي ظهرت عليهم في أهازيجهم، وتعاملهم مع الجميع سواء الخصوم أو المحبون من العرب وغيرهم، وفي التعبير عن فرحة الفوز بطريقة راقية جعلت الآخرين يقدّرونهم، ويتعاطفون مع المنتخب، وترسخ في أذهانهم صورة إيجابية عن شباب سعودي مستمتع بكرة القدم والحياة بشكل عام.
“ميسي وينه”
ولعل ترديد مختلف الجماهير الكروية العالمية لأهزوجة الجمهور السعودي الشهيرة “ميسي وينه؟ كسرنا عينه” عندما فاز المنتخب السعودي على الأرجنتين 2/ 1؛ والسخرية من النجم العالمي الكبير وقائد المنتخب الأرجنتيني “ميسي”، تعد من الأهازيج الرياضية الساخرة التي صبغت كأس العالم الحالي بنكهة سعودية خالصة، جعلت الجميع يتساءل عن معناها، حتى إن بعض القنوات الفضائية، ومواقع التواصل المختلفة، والجماهير الكروية، قاموا بتحليلها لمعرفة مغزاها، وعندما فهموها؛ تناقلها بشكل موسع المشجعون، ورددوا ضد خصومهم بنفس نطقها “السعودي”، مع تغيير اسم النجم المنافس.
تجربة حضارية
ويمكن القول إن مشاركتنا في كأس العالم بقطر 2022 حققت كامل أهدافها، وقدمتنا للعالم بالصورة الحقيقية بشكل صادق ومباشر، وسوّقت لبلادنا إعلاميًا، مما زاد من التعاطف، ومن الأفكار الجيدة، والرغبة الجادة من الكثير في زيارة السعودية للسياحة، ولفهم ثقافة بلد جدير بالاحترام.
وعليه فبطولة كأس العالم لكرة القدم لم تعد مجرد “كورة”، بل هي تجربة حضارية وإنسانية ملهمة لمختلف الدول والمنتخبات والأفراد، خرجنا منها بمكتسبات وفوائد كثيرة.