برغم مرور قرابة أسبوع على وفاة “المتسولة المليونيرة”، لا تزال ثروتها حائرة تبحث عن وريث، وهي ثروة كبيرة بالنسبة لمتسولة كفيفة عملت في الشحاذة قرابة نصف قرن، وتوفيت عن عمر يناهز 100 عام.
وكانت صحيفة “عكاظ” نشرت الأسبوع الماضي تقريرًا حول دهشة أصابت سكان حي البلد بوسط جدة، عندما اكتشفوا أن جارتهم المتسولة، وتدعى “عيشة”، مليونيرة خلفت وراءها ثروة طائلة تقدر بنحو ثلاثة ملايين ريال، ومجوهرات، وجنيهات ذهبية بقيمة مليون ريال، و4 بنايات في ذات الحي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الثروة التي تركتها “عيشة” خلقت نزاعات وصدامات في الحي العتيق، حول من ستؤول إليه هذه الثروة الطائلة.
وتزايدت حيرة المواطنين على “تويتر”، وعبّر كل منهم عما يدور في صدره تجاه تلك القصة العجيبة من خلال هاشتاق #مليونيرة_متسولة_بلا_وريث، وإن ألقت الأغلبية باللوم على المرأة التي حرمت نفسها من متاع الدنيا في سبيل أموال لن تتمتع بها.
وقال أحد المغردين ويُدعى “حسن العمري”: “الله يرحمها .. تبقى الحيرة في موضوع الذي يجمع الملايين ويبخل بها رغم كبر سنه، هل خوف من ضياع ماله أم مسألة نفسية”.
فيما كتب مستخدم أطلق على نفسه اسم “كادح”: ” حشرت نفسها مع الفقراء في الدنيا و سيحاسبها الله مع الأغنياء في الآخرة !”.
وأوضح مستخدم آخر اسمه “سعد الدامغ” أن “المشكلة ليست في الخبر المشكلة في تداعياته على المحتاج الحقيقي فكم من معطٍ سيحجم عن العطاء والسبب.. الشك “.
وكتب “خالد مساعد الزهراني”: “عاشت (مستجدية) و ماتت (محرومة) و سيصل ما جمعته لمن يستحق ! فسبحان الله”.
وعلقت مغردة باسم “ماريا” قائلة: ” الله يغفر لها ويرحمها كل هالملايين من سؤال الناس بغير حاجة”.
أما قرّاء “عاجل”، فكانت لهم بعض الاقتراحات بخصوص الثروة الحائرة، من بينها ما كتبه “أبو تركي”: ” ما يبغالها رثاء.. يتم عمل وقف خيري بنية المتبرعين لها …. لانهم احق منها بهذه الأموال.. واخذ مال بدون حاجه بالتسول اعتقد انه غير جائز”.
وكان لقارئة أطلقت على نفسها اسم “سعودية كيوت”: ” على هالحال اشهد ان الشعب في حاجه وفقر ما يعلمه غير ربي.. الاحسن حطوها وقف خيري لها. تكسبون حسنات”.
وعلّق قارئ اسمه “أبو علي الحمداني” قائلًا: “اذا لم يكون لها وريث شرعي فالناس اللي تركتهم في السكن لهم حق الميراث مع اخذ في الاعتبار حجز مبلغ لبناء مسجد او اعمال خيرية على نية المذكورة”.
وكانت “عكاظ” نقلت عن أحمد الصعيدي، الذي وصفته بأنه أحد القريبين من “عيشة” حتى وفاتها، قوله إن المتوفاة أوصته قبل رحيلها بتسليم الأموال والمجوهرات إلى الجهة المعنية، مضيفًا أنه تقدم ببلاغات إلى الشرطة والمحكمة شرح فيها تفاصيل الواقعة، حيث تلقى ردودًا بأن الأمر ستتم معالجته وفق الأنظمة.
واضطر “الصعيدي” إلى تسليم الثروة والذهب لأحد أعيان الحي، وتلقى وعدًا من الأخير بتسليمها إلى الجهات المختصة، وكان ذلك بشهادة الجيران الذين وقفوا على أغرب مشهد عندما خرج “الصعيدي” بالذهب والأموال إلى الشارع وسكب محتويات الصندوق “الكنز” على الأرض أمام مرأى ومسمع الجميع إبراءً لذمته.
أما بخصوص البنايات الأربع التي كانت تمتلكها “المليونيرة المتسولة”، فقال “الصعيدي” إن المتوفاة ظلت تستقبل في بناياتها الأربع عددًا من العائلات، إذ تعرفهم منذ زمن بعيد، وبعد وفاتها فضلت هذه الأسر البقاء في المنازل”.
وأكد أنه تقدم بشكاوى إلى عدة جهات بضرورة تسليم العقارات إلى الجهة المختصة، مضيفًا: “هذه شهادتي لله.. العائلات المذكورة ظلت تقطن في المباني و”عيشة” على قيد الحياة، ولم تمنع بقاءهم، ولكني أتساءل أليس من الأولى أن تذهب الأموال إلى بيت مال المسلمين حتى يفصل الشرع في أمرها؟”.