يبدو أنه ومع نهاية هذا اليوم الذي تختتم فيه أعمال معرض الرياض الدولي للكتاب، فإن قائمة الكتب الممنوعة التي صادرتها إدارة المعرض قد زادت كثيراً عن اليوم الأول الذي انطلق فيه المعرض، وأن فريق البحث التابع للجنة المطبوعات في معرض الكتاب قد أتم مهمة مصادرة الكتب المخالفة حسب مفهومهم على وجه الدقّة.
وكان زوّار معرض الكتاب قد أبدوا ملاحظتهم لغياب كثير من العناوين التي سبق أن عرضت في معرض الكتاب العام الماضي، متسائلين عن غيابها المفاجئ لهذا العام، وهو ما برره مدير المعرض صالح الغامدي بأن “كل كتاب يخالف العقيدة الإسلامية والثوابت الوطنية وكل ما قد يخلّ بالأمن، وكل من ينطبق عليه بيان وزارة الداخلية الأخير، فسيتم مصادرته وحتى إغلاق الدار، ولن نتهاون”.
خلال جولات طوال أيام المعرض رصدت أبرز العناوين التي غابت خلال هذا العام وكانت حاضرة قبله، وكذلك أبرز الكتاب والمؤلفين الذين منعت كتبهم في المعرض، وكان من بينهم الدكتور طارق السويدان الذي غابت جميع إنتاجات كتبه الفكرية والمهتمة بتطوير الذات وغيرها إلا من كتاب واحد وزعته إحدى الجهات الحكومية بشكل مجاني بحسب ما أكّده مثقفون حصلوا على نسخ من الكتاب قبل أن يتم سحبه في بداية المعرض.
ومن بين الغائبين الممنوعين هذا العام المحلل السياسي عزمي بشارة حيث سحبت جميع كتبه، وكذلك كتاب “في معنى العروبة” الذي حوى مقالات لعدد من الشباب السعوديين حول القومية والعروبة وتم إيقاف بيعه في وقت لاحق من بداية المعرض، وكذلك رواية “مجاعة” لكاتبها جابر مدخلي.
ومن بين الكتب التي منع بيعها وصودرت خلال هذا المعرض كتاب الثورة للشاب المصري وائل غنيم، وكتاب تاريخ الحجاب، وكتاب الأنوثة الإسلامية، ودواوين الشاعر بدر شاكر السياب وكذلك الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي، ودواوين الشاعرين الفلسطينيين الراحلين معين بسيسو ومحمود درويش التي اعترض على كتبه محتسبون بوصف ما حوته من عبارات زندقة وكفر وإلحاد.
وكان مدير إدارة المطبوعات في معرض الكتاب يوسف اليوسف قد أكد أن كثيراً من الكتب قد منع نزولها لأرض المعرض قبل بدايته، وأن أصحاب دور النشر أصبحوا على اطلاع كبير بالكتب وأسماء المؤلفين الممنوع ترويجها في المعرض، مشدداً على أن بعض الزوار أبلغوا عن الكتب التي يرونها مخالفة وعندها تقوم إدارة المطبوعات بالتوجه للدار وسحب نسخة من الكتاب وإيقاف بيع باقي النسخ والتأكد من المخالفات، وعند ثبوتها تتم مصادرة الكتاب فوراً.
وكان عدد من المثقفين والكتاب والمهتمين بالمعرض قد انتقدوا منع بعض الكتب ومصادرة إحدى دور النشر وإيقافها في بداية المعرض، مطالبين بإعادة النظر في حالة الرقابة المشددة التي تفرضها إدارة المعرض والتأكد من وجود معايير لمنع الكتب ومصادرتها وأن لا تكون بقرارات فردية أو بحسب وجهات نظر.