صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها بعنوان ( صورة مزدهرة ) : بوتيرة سريعة ومدروسة، تواصل المملكة إطلاق مبادراتها النوعية الهادفة إلى إعادة صياغة الاقتصاد الوطني، وتعزيز مكانة البلاد إقليمياً ودولياً في الكثير من المجالات، وهو ما تحقق جزء كبير منه تحت مظلة رؤية 2030، التي نجحت حتى الآن في إيجاد مرتكزات صلبة، ينطلق منها الاقتصاد السعودي صوب العالمية. التركيز خلال الفترة المقبلة سيكون منصباً على قطاع سلاسل الإمداد، الذي حرصت المملكة على التقدم فيه بخطوات سريعة واثقة، تصبح معه مركزاً رئيساً وحلقة وصل حيوية في خريطة سلاسل الإمداد العالمية، ويحقق هذا المشهد على أرض الواقع، إطلاق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية.
وواصلت : ورسم ولي العهد صورة مزدهرة لمستقبل سلاسل الإمداد في المنطقة والعالم، تتحقق مع اكتمال مراحل المبادرة الجديدة، باعتبارها فرصة اقتصادية كبيرة، يمكن أن تحقق للبلاد أهدافاً عدة، ليس أولها تمكين المُستثمرين على اختلاف قطاعاتهم من الاستفادة من موارد المملكة، وقدراتها المتنوعة لدعم وتنمية هذه السلاسل، وليس آخرها بناء استثماراتٍ ناجحة، وهو ما يحقق مرونة أكبر للاقتصادات والمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
ويمكن التأكيد على أن إطلاق المبادرة، وهي إحدى مبادرات الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، جاء في الوقت المناسب، في إشارة إلى حزمة التحديات الكثيرة التي واجهتها سلاسل الإمداد العالمية في ظل جائحة كورونا من جانب، والحرب الدائرة اليوم وسط قارة أوروبا بين روسيا وأوكرانيا من جانب آخر، وستجعل المبادرة – وفق أهدافها المعلنة – المملكة البيئة الاستثمارية المناسبة والمُثلى لجميع المستثمرين في سلاسل الإمداد، من خلال حصر وتطوير الفرص الاستثمارية، وعرضها عليهم، إلى جانب إنشاء عددٍ من المناطق الاقتصادية الخاصة، وإيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين، بالإضافة إلى جذب المقرّات الإقليمية للشركات العالمية إلى المملكة، وهو ما يدفع المملكة اليوم إلى العمل الجاد لاستكمال الإصلاحات التنظيمية والإجرائية في شتى الجوانب، التي ستسهم بدورها في مواصلة تحسين بيئة الاستثمار، وزيادة جاذبيتها وتنافسيتها.