أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الانفتاح على الآخر لفهم ثقافته وإقامة جسور الحوار معه، وإعلاء قيم التسامح وقبول الاختلاف، عناصر لا غنى عنها لبناء مجتمعات إنسانية ناجحة، قادرة على الإبداع والابتكار، وقائمة على العيش المشترك بين أبنائها على أساسٍ من المواطنة وحدها.
وقال أبو الغيط -في كلمة وجهها إلى مؤتمر التسامح والتنمية المستدامة المنعقد اليوم بالجامعة العربية-: علينا أن ننظر في التجارب الناجحة، سواء في الوطن العربي أو خارجه لاستخلاص العوامل التي كان لها الفضل في بناء مجتمعات حديثة وتوفير بيئة ملائمة للازدهار والإبداع.
ونوه أبو الغيط بأن هذه المؤتمرات وغيرها من الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في كل المجالات تسعى إلى تحقيق غاية سامية وحيدة هي خدمة التنمية وتعزيز التعايش الفكري في أجواء يسودها الاحترام المتبادل، فبناء السلام وفض الخلافات بالحوار وحسن الجوار مهام تدخل في صلب ولاية هذه المنظمة.
وحذر الأمين العام للجامعة العربية من خطورة الأزمات التي عصفت بالمنطقة، خاصة في العقد الأخير، وما نتج عنها من انهيار لمؤسسات الدولة الوطنية في عدد من بلداننا العربية، مما أفسح المجال للفوضى وسيادة منطق القوة والتطرف، إذ استغلت جماعات وقوى لها مصالحها الخاصة تلك الأوضاع لتفكيك الدول وتقسيم المجتمعات على أساس طائفي أو عرقي.