– السعوديون الأكثر شهرة في “تويتر”.. ومشايخ وإعلاميون يحتلون المراكز الخمسة الأولى عربياً ومتابعوهم بالملايين.
– الأنظمة السعودية تغرم بـ 500 ألف ريال والسجن لمن يقذف ويشهِّر ويسيء للآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
– الدكتور زهير الكتبي: لابد من ضبط موقع “تويتر” في السعودية حتى يأتي الوقت المناسب لكي نستطيع أن نحسن نتعامل معه.
– أمل المطيري المتخصصة في الإعلام الجديد: الشتائم والتطاولات والشخصنة طبيعية في مجتمع تعوَّد الإقصائية ونبذ الآخر.
– أحمد الناقي الخبير القانوني: لا بد من مسؤولية وزارة العدل وحقوق الإنسان ووزارة الإعلام في متابعة “شتائم” تويتر.
ـ فارس الرحيمي المؤسس لهاشتاق “السعودية”: أشخاص مشهورون كشفوا وجههم القبيح في تويتر لتصفية الحسابات.
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الناس، بل إن أغلب النقاشات، والحراك الثقافي، والأخبار أصبحت تأتي من خلال تلك المواقع، ويأتي “تويتر” في مقدمتها لدى جميع طبقات المجتمع.
ووفقاً لتقرير وكالة الوسائط الاجتماعية “ذا سوشيال كلينيك” فإن في السعودية أكثر من 3 ملايين مستخدم “نشط” لـ “تويتر” يغردون بـ 50 مليون تغريدة في الشهر الواحد، كما سجَّل مستخدمو “تويتر” السعودية نمواً يقدر بـ 3000% وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي، ويقال إن بعض القنوات الإعلامية الغربية تستغل “تويتر” لرصد الرأي العام السعودي وتوجهاته.
والمتصفح لـ”تويتر” يتفاجأ بكم كبير من المتناقضات في هذا الموقع، فهناك التغريدات المتزنة العاقلة والمفيدة، والأخبار الجديدة، يقابلها التغريدات التي يُستغرب أن تصدر من أشخاص في مجتمع عرف بالمحافظة، والالتزام بالقيم الدينية والاجتماعية الرصينة، فالحديث المتشنِّج يصل لشتم بعض المثقفين، والإعلاميين، والمسؤولين، والملتزمين لمجرد الاختلاف في التوجه الفكري بدلاً من المناقشة الهادئة العقلانية، وهناك تغريدات لشخصيات معروفة في المجتمع مليئة بالأخطاء اللغوية، والأفكار الاجتماعية الشاطحة، وتغريدات من مشايخ يخطئون في الآيات والأحاديث، وتغريدات من شباب خاوٍ فكرياً يناقش قضايا فلسفية غير مؤهل لها، وتغريدات من سيدات يطالبن بتجاوز أنظمة مؤسسات الدولة، وتغريدات فيها بُعد طائفي، ومناطقي، وقبلي تثير النعرات، وتدعو للتطرف؛ وغير ذلك من تغريدات الشتائم، وتشويه السمعة، وبث الشائعات تحت أسماء مستعارة.. وغيرها كثير من تغريدات التسول، والطرائف، والمفارقات العجيبة.
وعن “تويتر السعودية” وتداعياته المختلفة طالب الكاتب السعودي البارز الدكتور زهير الكتبي في تصريح صحفي سابق بضبط موقع “تويتر” في السعودية إذا استمرت الإساءات، والتجاوزات في التغريدات بهذه الطريقة غير المقبولة؛ حتى يأتي الوقت المناسب لكي نستطيع أن نحسن التعامل، ونستخدمه لمصالحنا الحقيقية.
وأضاف الدكتور الكتبي أن مغالاة المتشددين، وتهديداتهم لكثير من المثقفين إضافة إلى إمكانية استغلال ما ينشره بعض المغردين من أسلوب مبتذل في النيْل من سمعة السعودية، وأن كثيراً مما يُكتب يعيد زمن الطائفية، والقبلية، والمذهبية، وإقصاء الآخر وهو ما يفرض غلقه للمصلحة العامة أو ضبطه بحزم قانوني.
ومن جانبها ذكرت أمل المطيري، المتخصصة في الإعلام الجديد، بقولها: دخول “تويتر” لعالمنا في وقت لم يستعد فيه المجتمع لمثل هذه النقلة النوعية في عالم الاتصال، والتواصل عرَّى لنا شخصيات كنا نراها مثالية كما صوَّرتها شاشات التلفزيون، والصحف، وكشف عيوب مجتمعنا التي كانت تخفيها فلاشات الكاميرات، وأقلام الصحافة، فما يحدث الآن في “تويتر” من شتائم وتطاولات وشخصنة للنقد أراها نوعاً ما طبيعية في مجتمع تعوَّد الإقصائية ونبذ الآخر، رغم ذلك إلا أن تويتر أفرز لنا أسماء قوية ومؤثرة أثرت المحتوى السعودي وأوجدت استغلالاً ناجحاً في “تويتر” بما يقدم خدمات جلية للمجتمع.
وواصلت “المطيري” بأن التوعية لا بد أن تُصنع من ذات المنصة “تويتر” وباتحاد من القيادات الفكرية المؤثرة في عمل منظم مستمر يهدف لتقريب الفجوة وسد ثغرة المشاحنات والخصومة بين التيارات الفكرية السعودية. مع السعي لأن تكون مهارات التواصل الرقمي مادة تدرس في مراحل التعليم العام لينشأ الجيل القادم بوعي متقبل للاختلاف ومرحِّب بالرأي الآخر.
وأكد عضو منظمة العفو الدولية وخبير القانون أحمد الناقي أن المهاترات والتراشق في مواقع التواصل الاجتماعي تصنف إلى عدة أقسام منها التراشق الديني والذي يخدم أحياناً طائفة على حساب أخرى بالإضافة إلى التراشق الرياضي الذي زرع التعصب الرياضي وأفسد الروح الرياضية وحرية التعبير في الرياضة، وكذلك التراشق السياسي وهو أخطر وأشد وله انعكاس على أفكار المجتمع وتولد أفكار دخيلة ومحرضة، وتفل نسيج المجتمع والتراشق القبلي وكذلك ما نراه مؤخراً بين الرجل والمرأة في محاولة لإقصاء الأخرى، ومن هذا المنطلق كان لا بد من سن قوانين لعدم الانجراف والانحدار لهذا المستوى ولضمان فاعلية هذه القوانين يجب أن تُنشَأ هيئة مستقلة تعير الاهتمام في مثل هذا الأمر لا سيما في ظل الاستخدام الهائل من قبل الشباب من الجنسين للمواقع التواصل الاجتماعي ويمكن إدراج وزارة العدل في ذلك، وكذلك حقوق الإنسان بالإضافة إلى وزارة الإعلام.
ويقول فارس الرحيمي، مؤسس هاشتاق “السعودية”، بأن “تويتر” وعلى الرغم من مرور كل هذه السنين منذ إطلاقه إلا أن الفكر العربي لم ينضح ليرتقي للاستفادة من هذه المنصة والسبب يعود إلى وجود سقف الحرية المرتفع في تلك المواقع، ويُعتبر البعض أن هذه المساحة من الحرية تعدَّت إلى أن تصل الشتائم وتصفية الحسابات، بل تعدى الأمر إلى أشخاص مشهورين كشفوا عن الوجه القبيح في “تويتر” ظناً منهم أنه هو المكان المناسب لتصفية الحسابات.
لذلك فإن أفضل الحلول هو مواجهة الفكر بالفكر ونشر الأفكار الإيجابية وتعميقها في نفس مستخدمي التواصل الاجتماعي وعدم تضخيم تلك المهاترات التي لم تجلب لنا إلا السمعة السيئة.
فالتوعية تبدأ من البيت والمدرسة وحتى حديث المجالس، بالإضافة إلى سن القوانين القوية التي تضمن حقوق الناس وعدم مساسها.
وكان تقرير صادر عن برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية قد كشف أن العاصمة السعودية الرياض هي المدينة العاشرة في العالم الأكثر نشراً للتغريدات، وأن السعودية تتصدَّر قائمة المستخدمين النشطين في العالم العربي بنسبة 30%. وأن السعوديين هم الأكثر تواجداً، وشهرة في “تويتر”، ويحتلون المراكز الخمسة الأولى لمشايخ وإعلاميين، ومتابعوهم (فلوورز) يُقدرون بالملايين. كما أظهر مسح إلكتروني أجري أخيراً أن السعوديين أكثر استخداماً لموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بالمقارنة مع الشبكات الأخرى.
ووفقاً للأنظمة السعودية قد تصل غرامات القذف، والتشهير، والإساءة للآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى 500 ألف ريال والسجن.
تجدر الإشارة إلى أن محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة في السعودية قد صادقت، أخيراً، على حكم يقضي بسجن مغرد سعودي 8 سنوات منها 5 سنوات بموجب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية لما ثبت في حقه من جرائم، وإيقاف حسابه في “تويتر” ومنعه من الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي تحت أي معرف.