صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها بعنوان ( إيران وأبعاد الأزمة ) : بصرف النظر عمّا جاء في حديث رئيس النظام الإيراني بعد عودته من أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وما تضمنه من وعود ومشروعات على المديين القريب والمتوسط، إلا أن المحطة الأكثر تأملاً في حديثه، تعود إلى ما قاله عن موجة الاحتجاجات والتظاهرات العارمة التي تشهدها إيران راهناً، بعد مصرع الفتاة مهسا أميني على يد عناصر الشرطة، حيث لم يخرج حديثه عن إطار الفهم السلطوي الذي يعتقد بقدرته على إعادة ضبط الأوضاع إلى سابق عهدها، وأن ما حصل مجرد حادث عابر في إطار مؤامرة مستمرة تقوم بها أطراف خارجية لإسقاط النظام وتقسيم إيران وتفتيتها.
وواصلت : هذا القول يفسر فهم النظام الإيراني لأبعاد الأزمة، والذي لا يخرج عن اعتقاده السابق بأنها أزمة ستمر كغيرها، ويجب اعتماد سياسات حازمة في التعامل معها، وإعادة فرض الأمن والقانون بالقوة، بينما مسؤولية معالجة الانقسام الاجتماعي والاقتصادي العامودي الذي شق المجتمع الإيراني، وأظهر التمايزات بين شريحة قليلة مستفيدة وأكثرية مسحوقة، تقع خارج صلاحياته. الرئيس الإيراني الذي لا يغادره موقف الشاه عام 1978م، في التعامل مع التظاهرات الشعبية المعادية له والمطالبة برحيله، والذي خاطب الإيرانيين بالقول: لقد سمعت أصوات اعتراضاتكم، وسأعمل على حلّها وتلبية مطالبكم، ولم تمر أشهر حتى شاهد الجميع صعوده سلم طائرته مغادراً إلى الخارج.. يسعى لنقل مسؤولية التظاهرات العارمة من دائرته الرئاسية إلى دائرة ولي الفقيه المسؤولة عن الأجهزة الأمنية، في موقف قد يعبر عمّا يدور من صراع خلف الكواليس داخل منظومة الملالي.