دخلت الحرب الروسية على أوكرانيا، التي تسمّيها موسكو “عملية عسكرية خاصة”، شهرها السابع هذا الأربعاء، ولا يزال هناك تفاوت في وجهات النظر في المعسكر الغربي حول نوايا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الحقيقية.
في بداية الحرب بدا أن روسيا كانت تحضّر لعملية عسكرية خاطفة -شبيهة بتلك التي تمت في شبه جزيرة القرم- عبر إرسال آلاف المدرعات والجنود باتجاه العاصمة كييف، وثاني أكبر المدن، خاركيف، التي تقع إلى الشرق، وأيضاً باتجاه ميكولاييف في الجنوب. واستبقت روسيا التقدم العسكري بضربات صاروخية بعيدة المدى مستخدمة أسلحة فرط صوتية تباهى بها بوتين مراراً.
التحرك العسكري الضخم على ثلاثة محاور أساسية عارض ما قاله “بوتين” الذي أعلن في كلمة من المرجح أنها كانت مسجلة، وتم بثها فجر الرابع والعشرين فبراير 2021 بدء “العملية العسكرية الخاصة ضدّ القوميين والمتطرفين الأوكرانيين” في منطقة دونباس، التي كانت أجزاء منها تخضع لسيطرة الانفصاليين منذ 2014، “بوتين” آنذاك قال إن “المواجهة لا مفرّ منها”.
في بداية الغزو كان واضحاً أن روسيا تخطط لعزل فولوديمير زيلينسكي المؤيد للغرب، وأن هناك رغبة لدى موسكو في إعادة كييف إلى الكنف الروسي بعدما طُرِد الرئيس السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في 2014.
وتوقع البعض انتهاء المعارك بداية في تاريخ التاسع من مايو، وهو يوم النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية التي يسمّيها الروس “الحرب الوطنية العظمى”، غير أن المهمة العسكرية الروسية لدخول كييف فشلت فشلاً ذريعاً بعدما واجه الجيش الروسي مقاومة أوكرانية عنيفة، كما عانت القوات الروسية من مشاكل لوجستية كبيرة وأخرى في الاتصالات خصوصاً.
سريعاً فرض الغرب عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، جعلتها في عزلة دولية أكبر، كما دعم القسم الأكبر من الدول الغربية الأوكرانيين بالسلاح والمال وأمّن لها أيضاً الدعم الإنساني، فردّت موسكو بسلاح الطاقة والغذاء، وكان من المنتظر انهيار الاقتصاد الروسي بشكل سريع، ولكن روسيا دعمت اقتصادها بموارد الطاقة، وفرضت قيوداً مصرفية، وهو ما أدى إلى دعم الروبل وتقويته مقابل الدولار.
وفي الأيام الأولى من الحرب، وبعد تعرض موسكو للعقوبات الغربية، حذر بوتين أكثر من مرة الدول الغربية من التدخل عسكرياً وطلب من وزير دفاعه، سيرغي شويغو، وضع القوات الاستراتيجية النووية في حالة من التأهب.
مع تعرّض أرتال الدبابات الروسية للقصف والدمار على مشارف كييف وخاركيف، وعدم قدرة طيرانها على فرض سيطرة كاملة على المجال الجوي الأوكراني، أعلنت روسيا في وقت لاحق تغييراً في عملياتها العسكرية والتركيز على “تحرير منطقة دونباس” بحدودها الإدارية.
الانسحاب من محيط كييف أظهر الثمن الباهظ الذي دفعه مدنيون أوكرانيون في الحرب، حيث اكتشفت مقابر لمدنيين وفظائع، خصوصاً في ضاحيتيْ بوتشا وإيربين، ما أدى إلى إدانات دولية واسعة.