في مقابلة لشبكة “سي إن إن cnn” كشف وضع جندي روسي شارك في غزو أوكرانيا، الرئيس فلاديمير بوتين في ورطة كبيرة بما كشفه أوضاع الجيش الروسي المزرية في أوكرانيا.
وعبر الجندي الروسي الذي يدعى “بافيل فيلاتيف” عن شعوره بالذنب لمشاركته في غزو أوكرانيا، لافتا في حديثه لـ”سي إن إن” إلى أنه تم استغلاله في “لعبة سياسية” حسب وصفه.
الجندي الذي عمل في القوة المظلية خلال خدمته بالجيش الروسي، قال إنه “من المروع أن تدرك أن روسيا تدمر أوكرانيا، وأن أوكرانيا تكره روسيا بسبب ما نفعله، وأن العالم بأسره يرى الروس وكأنهم حيوانات وأشخاص سيئين”.
والتقى طاقم تصوير الشبكة الأمريكية بفيلاتيف “في موقع سري يبعد آلاف الأميال عن منطقة الحرب”.
حيث لفت مراسل “سي إن إن” إلى أن “فيلاتيف” يختبئ خوفا من الانتقام لكنه “يشعر بأنه مجبر على كشف ما حصل رغم الخطورة”.
و بحسب ترجمة موقع “الحرة” للقاء القناة مع الجندي الروسي، فقد أشار مراسل “سي إن إن” إلى أن فيلاتيف يخدم في الشعبة 56 الخاصة لقوى الإنزال الجوي بالجيش الروسي.
وهي الشعبة التي أرسلت إلى إقليم خيرسون الأوكراني كجزء من المرحلة الأولى للحملة العسكرية التي شنتها روسيا.
“فيلاتيف” كشف أيضا أنه خدم لمدة شهرين، إلا أنه شعر بالرعب مما رآه في أوكرانيا.
وقال: “تم جرّنا إلى هذه المواجهة الجادة حيث دمرنا البلدات، لم نكن نعمل على تحرير أي شخص، كل ذلك كذب.. كنا ببساطة ندمر”.
ورغم أن العديد من المنظمات الإنسانية وثقت عمليات تعذيب واغتصاب وقتل في أرجاء أوكرانيا على أيدي القوات الروسية. إلا أن “فيلاتيف” نفى أنه شهد ذلك.
لافتا إلى أن النقص في الحاجات الأساسية للجنود، حولت الجنود الروس على شاكلته، إلى “متوحشين”، وفقا لتعبير مراسل الشبكة.
وتابع كاشفا عن أوضاع الجيش الروسي المزرية: “العديد منا لم يكن لديه طعام أو مياه أو حتى أكياسا للنوم.”
وأوضح أيضا أنه بسبب الجو القارص خلال الليل، فإنهم لم يتمكنوا من النوم.
وكان جنود الجيش الروسي يبحثون في مكبات النفايات وسلات القمامة، عن قطع قماش مهترئة “كي نلف أجسادنا بها حصولا على الدفء”.
كما لفت إلى سرقات الجنود الروس لممتلكات الأوكرانيين قائلا:”البعض أخذوا حواسيب محمولة وكمبيوترات وأجهزة تكنولوجية أخرى.. لأن رواتبهم لا تكفي للحصول على تلك الأغراض بطرق شريفة.”
مضيفا: “لا أبرر تصرفهم لكن من المهم إدراك أن مستوى حياتهم الرديء دفعهم إلى القيام بهذا”.
وفي رد على سؤال حول أن الأوكرانيين يودون محاسبة الجنود الروس مقابل ما فعلوه والجرائم التي ارتكبوها، قال فيلاتيف إن معظم العاملين في الجيش الروسي لم يخالفوا قوانين الحرب.
موضحا:”ولكن أخلاقيا أشعر بالذنب، أشعر بالذنب لأنه تم استغلالي كأداة في الألعاب السياسية التي لن تعود بأي فائدة على روسيا”.
وشدد الجندي الروسي كذلك في حواره لـ”سي إن إن”، على أن الجيش الروسي تعرض للتدمير.
موضحا:”حكومتي دمرت كل قطاع بالفساد، والجميع في روسيا يدركون ذلك”.
ولفت تقرير القناة الأمريكية إلى أن “فيلاتيف” يعد أول جندي روسي ينتقد حكومة بلاده علنا.