قالت أسرتان من ولاية كيرالا الهندية إن رجلين ينتميان لهما، هما سليم وشاجاهان، كانا بين الخمسة أشخاص الذين دُفنوا أحياء عام 2010، في “المقبرة الجماعية” التي عثر عليها في فبراير الماضي في إحدى المزارع بمنطقة دويليب في مدينة صفوى بمحافظة القطيف، والتي يجري التحقيق بشأنها مع 25 شخصًا ما بين مواطن ومقيم.
وبحسب ما نشرته صحيفة “إنديان إكسبريس” الهندية، فإن زملاء الضحيتين العاملون بالمملكة بالتعرف على رفات سليم وشاجاهان اللذين كانا في عِداد المفقودين منذ عام 2010 واعتقدت حينها عائلاتهما أنهما قد يكونان قابعين في السجن لتورطهما في جرائم.
وقالت زوجة سليم، التي تُدعى شايلاجا، إن زوجها مفقود منذ 4 سنوات، وإن أحد أصدقاء زوجها ذكر أنه تعرّف على سليم من خلال خاتم الزواج، وتصريح الإقامة الذي عُثر عليهما في المزرعة، ولكنها في الوقت ذاته أوضحت أنها لم تتلق أي تأكيد من الحكومة الهندية أو نظيرتها السعودية.
كما لفتت إلى أن سليم، الذي كان يعمل خياطًا، ظل في السعودية لمدة 15 عامًا، ولكنه اعتبر مفقودًا في 16 مارس 2010، ومنذ ذلك الحين وزوجته تطرق أبواب السفارة الهندية والعديد من المكاتب الحكومية لتعقب أثر زوجها، إلى أن أخبرها أحد أصدقاء زوجها أنه في السجن، وصدقت تلك الرواية حتى عثر على خاتم الزواج في المزرعة.
أما بينا، زوجة الهندي الآخر شاجاهان وأم لطفلتين، فقالت إن عاملًا يُدعى يوسف من كيرالا أقنع الأسرة بأن شاجاهان قُبض عليه بعد أن كان يعمل سائقًا لدى أسرة سعودية، وهي الرواية التي صدقتها العائلة حينها، إلى أن جاء يوم 10 فبراير الماضي، وقام يوسف بنفسه بمحادثة الزوجة وأخبرها بأن جسد الزوج عُثر عليه في المقبرة، وتم الاستدلال عليه من تصريح الإقامة.
ومن المفارقات، أن أسرة بينا علمت بعد ذلك أن يوسف قُبض عليه لصلته بالحادث.
وذكر مستأجر المزرعة علي آل دهيم لصحيفة “الحياة” أن جميع الجثث الخمسة التي عثر عليها كانت أطرافها مقيدة بحبال والأفواه محشوة بالقطن، ومغطاة بلاصق، مضيفًا أن الحبال واللاصق من نوعية واحدة.
واستأجر آل دهيم المزرعة التي تبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع، وتقع شمال شرقي مدينة صفوى، قبل عامين، وتعود ملكيتها إلى سيدة مُسنة، استأجرها من طريق زوجها، فيما كانت مستأجرة من شخص آخر، قبل العامين، وذكر أن المستأجر السابق خضع إلى التحقيق من جانب الأجهزة الأمنية.
وكانت الجثث مكومة فوق بعضها، حين عثر عليها أثناء عمليات حفر في المزرعة، فيما كان المستأجر ينوي تهيئة الأرض لزراعة بعض أنواع الجزر والخضروات الموسمية والحشائش الخضراء.
وتعرفت الجهات الأمنية على شخصية اثنين من الخمسة؛ إذ شوهدت مع الرفات الأولى أوراق ثبوتية في الموقع ذاته، كما توصلوا إلى اسم الجثة الثانية من خلال خاتم ذهبي مكتوب عليه اسم “سليم”، وتم التوصل إلى اسم كفيله، وهو من بلدة العوامية، إضافة إلى التوصل لكفيل آخر من بلدة صفوى، كان سائقه الخاص اختفى منذ سنوات مع السيارة التي كان يقودها.
وبدأ العثور على الجثث، بعدما تلقت شرطة مدينة صفوى بلاغًا من أحد المواطنين، عن العثور على هيكل عظمي لجثة متحللة في مزرعة استأجرها، بغرض استصلاحها زراعياً، وحين باشرت الموقع، عثرت على جثة أخرى، ليتضح أنهما كانتا مكبلتين بحبال، وغير مكتملتي العظام، ولا تبعدان عن سطح الأرض سوى متر واحد.
وحاليًا، تتوارد الأنباء عن احتمالات مفتوحة بوجود جثث أخرى، أو تفاصيل أخرى تكون مفتاحًا للغز الجثث المدفونة.