“لا أعرف ماذا أفعل, أعيش حياة البؤس والشقاء, ويمر العمر عاماً بعد الآخر, ولا أجد حلاً لمشكلتي, ولا من معين لحلها, فقد حصلت على حكم قضائي بالخلع من المحكمة العامة بالرياض, وصك من المحكمة بذلك, وتعويض 77 ألف ريال عن السنوات التي تم تعليقي فيها, ولكن لا الحكم نفذ ولا التعويض حصلت عليه, وطليقي يتقن فن المراوغة والتلاعب, وأقسم أنه سوف يعلقني هكذا مدى الحياة”.
قصة الفتاة السعودية “ا ع م” 30عاماً, تعيش في الرياض, حاصلة على مؤهل جامعي, ترويها فتقول: تزوجت وعمري 21 عاماً, من شاب يعمل في جهة عسكرية رشحه لأسرتي بعض القريبين, ولم نكن نعرف عنه شيئاً, وكان شرطي الوحيد في العقد أن يسمح لي باستكمال تعليمي الجامعي, تركت الرياض ورحلت معه بجوار عمله, وكنا نتنقل بين المدن, وبدأت الخلافات عندما التحقت بالجامعة, وأصر هو على الرفض, فتمسكت بحقي الشرعي في إكمال تعليمي وأن هذا شرط في العقد, ولكنه أبى وبدأ يفتعل المشكلات, ويسيء معاشرتي.
وتكمل “ا ع م” قصتها وتقول: لم يستمر زواجنا سوى 6 أشهر تفنن في تعذيبي وتعنيفي, لم أستطع مواصلة الحياة معه, رجعت إلى أسرتي, وبدأت رحلة المعاناة في غياب الوالد الذي توفي – رحمه الله- حاولنا أن نجد حلاً معه, ولكنه رفض وأقسم أن يتركني معلقة حتى أموت, حتى لا أتزوج ولا أعيش حياتي كإنسانة لها قيمة, تخرجت من الجامعة, وحصلت على مؤهل عالٍ, ولم نجد مفراً من اللجوء للقضاء فأنا علقت من عام 1427ه حتى الآن 7 سنوات, وأتقن فن التحايل على المحكمة مرة يوكل عنه قريب له, وثانية شقيقه لتتكرر تأجيل الجلسات, وتنتقل القضية من قاض إلى آخر, ومن دائرة إلى أخرى, وبين مكتب الصلح والاستئناف.
وتضيف قائلة: كانت قضيتي في المحكمة الكبرى لدى مكتب ٢٩ ينظرها الشيخ عبدالعزيز الناصر, واستمرت عنده سنتين, والخصم لم يحضر ولا جلسة سوى أنه وكل خاله للمماطلة, الذي لم يحضر إلا جلستين, وكانت الجلسات متباعدة, علماً أنه تم تحديد الجلسات ولم يحضر في الموعد المحدد, بعد ذلك لم يحضر الجلسة الثالثة لتنازله عن الوكالة لأخيه الأكبر منه, للاستمرار في المماطلة, وبعد ذلك انتقل الشيخ عبد العزيز الناصر إلى الجنوب, واستلم المكتب بدلاً عنه قاض آخر ليستكمل الجلسات, لكن للأسف لم يبت في القضية واستمر تأجيل الجلسات لعدم حضور الوكيل تارة, أو عدم حضور الخصم تارة أخرى, رغم أنه من المفروض في الجلسة الثالثة التي لم يحضر فيها الخصم يحضر بالقوة الجبرية.
وتستطرد قائلة: لكن للأسف فن المماطلة وتضييع الوقت, هو الذي استمر, ويضيع عمر إنسانة هباءً بلا جدوى, واستمر الوضع إلى أن تسلم المكتب فضيلة الشيخ هاني عبدالله الجبير -جزاه الله عنا ألف خير -ومن الجلسة الثانية أصدر حكماً شرعياً خلعي من الخصم, فقرر لي نفقة بعدد السنوات التي تم تعليقي فيها بدون طلاق أو رجعة وبدون أي مصروف بقدر 77 ألف ريال, وذلك في ٢٦ / ٦ /١٤٣٣ه, علماً أن وضعي المادي سيئ, ثم قضيت العدة كاملة, ولكن فوجئت بانتقال الشيخ الجبير إلى مجلس القضاء الأعلى وللأسف لم أستلم الصك, لتحويله إلى محكمة الاستئناف لتصديقه والنظر في النفقة, استمر الصك ما بين المحكمة الكبرى ومحكمة الاستئناف سنة و٤ أشهر , ثم أرسل إلى الشيخ هاني الجبير ثانية لتصديقه.
وتختتم “ا ع م” بقولها: أسألكم بالله ما ذنبي أهدرت سنوات عمري, من غير اتخاذ قرار؟ وتتساءل: أين الخوف من الله في ضياع عمري وحرماني من السعادة؟ أين بمن أنيط بهم المسؤولية من هذا اللعب والعبث والمماطلة في المحاكم أين الرقابة؟ أين الخوف من الله؟ هذه مأساة فتاة سعودية تريد الإنصاف فقط وتريد حقها الشرعي والنظامي؟.
1 ping