باتت محاربة تغير المناخ في باكستان من القضايا المُلِحَّة، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد تداعيات أزمات الوقود والكهرباء التي أغرقت البلاد في الظلام، الأسبوع الماضي.
وأعلن وزير المالية، مفتاح إسماعيل، تخصيص جانب من موازنة البلاد للعام المالي المقبل (2022-2023) لمكافحة تغير المناخ، بجانب تعزيز تقنيات الأمن الغذائي والمعلوماتي، وفق صحيفة إكسبريس تريبون المحلية (The Express Tribune).
ويأتي ذلك في الوقت الذي خاضت إسلام آباد حربًا شرسة فيما يتعلق بملف الوقود؛ إذ شهدت البلاد تصاعد وتيرة الحديث عن الدعم وأسعار الوقود إلى الحد الذي تمت فيه الإطاحة بحكومة عمران خان، وتولي حكومة شهباز شريف مقاليد الامور
أكد مفتاح إسماعيل أن تغير المناخ يُعَد إحدى القضايا الضرورية التي تهدد وجود البلدان، مشيرًا إلى إدراك حكومته بصورة جيدة مدى مخاطرها في تلك الآونة.
وأضاف أن الحكومة خصصت 10 مليارات روبية (قرابة 49 مليون دولار) لمكافحة تغير المناخ في باكستان، من المقرر إنفاقها على المشروعات البيئية اللازمة للتكيف معه وخفض حدته، وفق ما أورده خلال كلمته حول ميزانية العام المالي الجديد بالبلاد، الجمعة 10 يونيو/حزيران.
(1 روبية باكستانية = 0.0049 دولارًا أميركيًا)
(العام المالي في باكستان يبدأ من 1 يوليو/تموز، حتى نهاية يونيو/حزيران من كل عام)
وبالإضافة للمخصصات المرتقبة لمكافحة تغير المناخ، طرحت الحكومة إمكان إنفاق 17 مليار روبية في مجال تكنولوجيا المعلومات، بما يتضمن إجراء توسعة للبنية التحتية للاتصالات بالبلاد، وتوفير الأجهزة التقنية للشباب وتصديرها.
وأعلن إسماعيل -أيضًا- تخصيص 11 مليار روبية لقطاعات الزراعة والأمن الغذائي، بما يُتيح المجال أمام الابتكارات الزراعية والتوسع باستخدام المعدات وتسوية التربة بالليزر، وتعزيز أنظمة الري وجودة بذور الزراعة والصادرات.
مظاهر تغير المناخ في باكستان
تتصاعد وتيرة مظاهر تغير المناخ في باكستان، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد أزمات تلامس الاحتياجات الأساسية اليومية كالوقود والكهرباء.
ودفع تغير المناخ في باكستان نحو ظهور تداعيات غير مسبوقة، سواء فيما يتعلق بأنماط الأمطار أو درجات الحرارة والجفاف والسيول المفاجئة، خاصة من تدفقات المياه الجليدية.
وواجهت البلاد أحدث مظاهر تغير المناخ، خلال شهر مايو/أيار الماضي، بعدما تسببت الأمطار الفيضانية من نهر شيسبر الجليدي في محو عشرات المنازل وجسر رئيس بقرية حسن آباد بوادي هونزا.
وأشارت بيانات صادرة عن وزارة المناخ الباكستانية إلى أن البلاد تضم ما يزيد على 7 آلاف نهر جليدي في معدل هو الأعلى من نوعه عقب القطب الشمالي والجنوبي، مضيفة أن تلك الأنهار معرّضة للذوبان نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وقد تدفع مظاهر تغير المناخ في باكستان نحو تشكيل 3 آلاف و44 بحيرة جليدية قابلة للجرف في حالة حدوث فيضانات مماثلة لما واجهته قرية حسن آباد، الشهر الماضي، ومن شأن تلك البحيرات تهديد أرواح 7 ملايين مواطن، وفق صحيفة لا برينسا لاتينا.
وفي الوقت الذي خصصت فيه الحكومة ما يقارب 50 مليون دولار لمكافحة تغير المناخ في باكستان؛ لا يتجاوز معدل إسهام إسلام آباد في الانبعاثات العالمية مقدار 1%، لكنها تعد ضمن قائمة الدول الـ10 الأكثر تأثرًا بتغير المناخ
هذا واذا ما علمنا أن هناك بعض المناطق في الباكستان مازالت الأمطار مستمرة منذ ثلاثة أيام متواصلة حسب ما وصلت من اخبار جديدة وهو أمر ينذر بخطر فياضانات قد تجتاحها