في ظل ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي من صورٍ حزينة، ولقطاتٍ مؤلمة لعددٍ من اللاعبين السعوديين القدامى الذين يعيشون معاناةً يوميةً قاسية وبعضهم مهدّد بالسجن، وآخر تحيطه الأمراض، وغيرهم يبيع الخضراوات على أرصفة الشوارع، وبعضهم يعمل سائق “ليموزين”، وآخر في كشك للاتصالات، وآخر على فراش الموت، يتساءل الكثير من المتابعين والرياضيين عن مصير تبرُّع الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، الذي أُعلن قبل حوالي عام ونصف عن إنشاء “صندوق الوفاء”، الذي قِيل إنه يهدف إلى الاهتمام باللاعبين بعد اعتزالهم، وتبرّع بمليون ريال للصندوق بمناسبة تأسيسه، فأين الصندوق؟ وأين التبرُّع؟ وماذا قدّم لهؤلاء اللاعبين؟ وهل خفّف المعاناة التي يعيشونها اليوم؟
مَن يرى الانكسار الحالي لهؤلاء اللاعبين النجوم الذين خدموا الأندية والمنتخبات السعودية، وحقّقوا لها البطولات الكبيرة، ورفعوا الكؤوس في منصّات التتويج، يطالب بوجوب تحرُّك رسمي سريع من القطاعات الرياضية لاحتوائهم، وتخفيف معاناة هؤلاء النجوم الذين أفنوا شبابهم في الملاعب السعودية، وما ظهروا عليه من الإهمال، والحرمان، والفقر، والأمراض، والسجن، وقلة الحيلة، وعدم قدرتهم على الحصول على أبسط متطلبات الحياة يتضامن مع المناشدات الكثيرة والمطالبات بإنشاء “جهة رسمية” تُعنى بهم، وتُعيد مشاعر الاحترام والتقدير لكل مَن أسهم في خدمة الرياضة، وكرة القدم السعودية.
حول هذه المطالبات، يرفض عددٌ من الرياضيين ما يقوله رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، إن هناك حفل تكريم للاعبين السعوديين القدامى الذين سبق لهم التألق والتوهج في سماء الكرة السعودية، فماذا سيقدم لهم حفل تكريم؟
وغرّد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، برسالةٍ عبر حسابه الشخصي على “تويتر”، جاء فيها: “إخواني وردني كثيرٌ من الرسائل عمّا حدث في برامج رياضية أو غير رياضية في الأيام الثلاثة الأخيرة من مذيعين ولاعبين سابقين وإعلاميين، وعليه أوضح أن جميع مَن تحدّث من لاعبين دوليين لهم – بعد الله – فضلٌ ومكانة لما وصلت إليه الكرة السعودية من تقدُّم، ولا يليق بهم ما بلغني على لسانهم، وأنا يسعدني الاستماع للجميع، وأخذ حقوقهم مهما كانت”.
ويرى كثيرٌ من المهتمين بشأن الرياضة السعودية والمتابعين، أن هنالك تقصيراً كبيراً تجاه اللاعبين السعوديين القدامى الذين خدموا أنديتهم ومنتخبات الوطن، وضحوا في كثير من المواقف، دون أن يحصلوا على مقابلٍ يضمن لهم مستقبلاً كريماً، والمطلوب أن ينشأ لهم بشكلٍ جدي، وبتعاون جميع الأجهزة الرياضية الحكومية “صندوق” يكون بمنزلة صندوقٍ تقاعدي يوفر لهم رواتب ثابتة، وتأميناً صحياً، ويساعدهم على استيفاء حياةٍ كريمةٍ لهم ولأسرهم، بدلاً من التصريحات الإعلامية.