سقط قمر صناعي آخر فوق المملكة العربية السعودية، في الساعة الرابعة و40 دقيقة من فجر اليوم الأحد 16 فبراير، في حدث نادر من نوعه، وذلك بعد سقوط قمر فوق المنطقة نفسها خلال أقل من شهر.
وقال مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة: “ما يميز هذا السقوط، أن الذي وقع هو قمر صناعي فعّال وليس حطام قمر صناعي أو إحدى مراحل الصاروخ التي أطلقت القمر الصناعي ويسمى القمر الصناعي الذي وقع Cosmos 1220 وهو قمر صناعي روسي أطلق عام 1980م، وقد شاهد العديد من الناس في السعودية سقوط القمر على شكل كرة ملتهبة في السماء”.
وأضاف: “تبين الصورة موقع القمر الصناعي لحظة سقوطه نحو الأرض في الساعة 04:41، ونلاحظ منها أن القمر الصناعي أصبح في ذلك الوقت داخل السعودية وأصبح مشاهداً في الأردن ومعظم أنحاء السعودية، أي أنه من المفترض أن هناك أشخاصاً في الأردن قد شاهدوا الحدث أيضاً في جهة الجنوب”.
يُشار إلى أن جميع الأقمار الصناعية القريبة من الأرض مآلها هو السقوط نحو الأرض، بسبب احتكاكها المستمر مع الغلاف الجوي الموجود حتى على تلك الارتفاعات العالية، ونادراً ما تعود الأقمار الصناعية المتحكم فيها، حيث إن معظم عودة الأقمار الصناعية نحو الأرض يسمى بـ”عودة غير مبرمجة”، بمعنى أنه لا توجد سيطرة على موعد أو مكان سقوط القمر الصناعي، وهذا الأمر يشكّل خطراً على حياة البشر.
وقد أطلقت بعض وكالات الأنباء، مساء يوم أمس، تحذيراً بسبب سقوط هذا القمر الصناعي.
وكان آخر تحذير أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” حول مكان وموعد سقوط القمر الصناعي هو يوم أمس السبت في الساعة 11:23 مساء بالتوقيت العالمي وحددت موعد السقوط في الساعة 01:49 من صباح اليوم الأحد، وهو ما يعني خطأ في التقدير لساعتين، كما كان المكان المتوقع أن يسقط القمر في المحيط الهندي، إلا أن القمر سقط قبل ذلك الموعد بتسع دقائق، مما جعل مكان سقوطه هو السعودية.
ويؤدي دخول القمر الصناعي إلى الغلاف الجوي الأرضي إلى جعله مرئياً أحياناً بالعين المجردة حتى أثناء النهار، لأن احتكاك القمر مع الغلاف الجوي يتسبب في توهجه بشكلٍ كبير وانقسامه إلى عدة أقسام.
وفي السنة الواحدة تدخل نحو 400 قطعة حطام من الأقمار الصناعية إلى الأرض، تصل منها واحدة إلى سطح الأرض كل أسبوع كمعدل، وفي عام 2013م سقط على الأرض من حطام الأقمار الصناعية ما تساوي كتلته 75 طناً.
وتكمن الصعوبة في تحديد موقع سقوط القمر الصناعي بدقة في سببين؛ الأول هو صعوبة معرفة الهيئة الدورانية التي سيدخل فيها القمر الصناعي “غير الكروي” إلى الغلاف الجوي، حيث إن القمر وأثناء سقوطه يدور حول نفسه حركة دورانية عشوائية، مع عدم معرفة هذه الهيئة سيجعل من الصعب بمكان حساب قوة احتكاك القمر مع الغلاف الجوي.
ويتمثل السبب الثاني في خصائص الغلاف الجوي العلوي، لأن هذا الجزء من الغلاف الجوي يتمدد عند وجود نشاط شمسي مرتفع وينكمش عند انخفاض النشاط الشمسي.
وخلال هذه الفترة تقع انفجارات ونشاط شمسي كبير، مما يؤثر على كثافة الغلاف الجوي وقوة احتكاك القمر الصناعي مع الغلاف الجوي.