اعتبرت القيادة السياسية الباكستانية أن سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، ضيفاً ذا أهمية أعلى من العادة، وتحديداً من بقية السياسيين الذين يزورون إسلام أباد من حينٍ لآخر، وتتولى وزارة الداخلية مهمة حمايتهم، حيث أمرت أحد أقوى الألوية في الجيش الباكستاني بالمشاركة في تأمين زيارته، وأبقته متأهباً على مدار الساعة حتى يغادر سموه الأراضي الباكستانية.
ولم يكتف وزير الداخلية الباكستاني، شودري نصار، بالاعتماد على إمكانات وزارته الكبيرة من شرطة وقوات خاصّة وأمن سري، لحماية هذا الضيف عالي الأهمية، بل طلب وقبل وصول الأمير سلمان إلى إسلام أباد بدعمٍ عاجلٍ من اللواء “111” الشهير في أوساط الباكستانيين، ليتأكد من أن ولي العهد السعودي سيحظى بأقصى درجات الأمان والراحة، وذلك حسبما ذكرت تقارير صحفية باكستانية اليوم.
نصار طلب أيضاً توفير مراقبة من الجو، بعد أن أمّنت قواته الأرض وكل شبر من إسلام أباد، وكثفت وجودها على مدار الساعة ونشرت فرقاً إضافية، وأحكمت قبضتها على المواقع المهمة من مبانٍ وشوارع.
ويرصد رجال أمن بملابس مدنية تمّ توزيعهم بالعاصمة إسلام أباد كل حركةٍ مريبةٍ ويتعاملون معها بشكلٍ فوري، فيما انتشرت نقاط التفتيش بشكلٍ غير مسبوقٍ في كل بقعة.
اختيار وزير الداخلية الباكستاني لـ “اللواء 111 مشاه” كي يشارك في تأمين الزيارة لم يأت دون سببٍ وجيه، فبحسب المعلومات التي استطاعت “سبق” جمعها، فإنه يعتبر أهم لواء للتدخّل السريع بباكستان، واكتسب شهرةً كبيرةً في الشارع الباكستاني بعد أن لعب أدواراً في محاولات الانقلاب التي وقعت منذ استقلال باكستان، وكانت النتيجة أن عهد إليه بحماية الرئيس ورئيس الوزراء.
وأُسِّس اللواء المكوّن من 4250 جندياً وضابطاً في عام 1956 ومنذ ذلك الوقت شارك في عديدٍ من الأحداث الداخلية، منها أزمة “المسجد الأحمر” في إسلام أباد بيوليو 2007، حين تحصن متشدّدون في مسجد وما تبع ذلك من تفاصيل دموية.
“اللواء 111” يحتوي على 5 كتائب مشاة مدعومة بمدفعية وآليات دفاع جوي وفرق مظلية وسرب مدرعات، وتلقى جنوده تدريبات مكثّفة على “الحرب النفسية”.