كشف يحيى بن علي الصالحي والد أحد ضحايا القنبلة التي أودت بحياة شابين في الصوالحة قصة الحادثة مؤكداً أن البداية كانت عندما عثر ابنه عقيل على شيئين غريبين وأخذ واحدة منهن كي يطلع صديقه “عامر” عليها، مبيناً أنه صبيحة ثاني يوم توجه للسوق، ولما عاد اتصل بابنه على جواله فوجده مغلقاً وكانت الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، وقال: توجهت بعدها مباشرة إلى موقع “الإبل” حيث وجدتها لا زالت معقلة في أماكنها وفي حالة هيجان، وفوجئت بابني وصديقة أشلاء في موقف تمنيت ألا أشاهده ولكن قضاء الله.
وتفصيلاً ففي كلمات سادها الحزن سرد العم يحيى بن علي الصالحي تفاصيل الحادثة وقال: القصة بدأت منذ يوم الخميس الماضي الموافق 6/ 3/ 1435هـ قبل أذان المغرب بثلث ساعة تقريباً، حيث كنت أنا وابني “عقيل” بجانب الطريق الدولي جدة- جازان المتجه للشمال، حيث كنا نراقب “الإبل” كي لا تدخل على الطريق السريع حينها عثر ابني “عقيل” على شيئين غريبين لم أشاهده في حياتي بالقرب من الطريق الدولي السريع جدة جازان باتجاه الشمال (حيث وجدت شرق الطريق قرابة 25 متراً تقريباً)، حينها أخذت إحداها وقربتها من أنفي لعلي أشم منها رائحة، ولكن لم أجد لها أي رائحة، محاولاً في الوقت نفسه منعه عن حملها معه، إلا أنه رد عليَّ بالقول: “يا والدي أنت منعتني من الكورة والآن تمنعني من هاذي خلها معي لكي اطلع صديقي “عامر” عليها.
واستطرد “الصالحي” بالقول: عدنا إلى المنزل وهي معه ونمت في المنزل وهو نام في بيت جدة- رحمه الله- حيث قمت وأيقظته لصلاة الفجر وأخذت بعضاً من الأغنام من أجل بيعها في سوق الجمعة بعمق، وبالفعل قام ابني بمساعدتي، وقامت والدته بإعداد الفطور له ولصديقه لكي يتوجهون إلى الإبل في معاقلها في وادي “جويف”.
وأضاف والدموع حائرة في عينيه: توجهت إلى السوق وبعت عدداً من الأغنام التي أخذتها معي، بعدها أخذت أتصل على جوال ابني فوجدته مغلقاً واستغربت ذلك؛ حيث كانت الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، وبعد عودتي إلى المنزل وتوصيل الطلبات الخاصة للمنزل عاودت الاتصال دونما فائدة؛ حيث لا زال الجوال مغلقاً، فتوجهت مباشرة إلى موقع “الإبل” حيث وجدتها لا زالت معقلة في أماكنها وهي في حالة هيجان؛ مما أثار استغرابي أكثر، ولكنني تركتها وواصلت، وإذا بابني (توقف قليلاً وصمت في حزن) وعاود وقال: وإذا بابني وصديقة عامر أشلاء في موقف تمنيت ألا أشاهده في حياتي ولكن قضاء الله.
وواصل الأب: حينها كاد أن يُغمى عليَّ من هول الموقف، واتصلت على أحد الأصدقاء حيث لم أستطيع الحراك، وبالفعل وصل الموقع على الفور، وانطلقنا إلى مقر الشرطة بمركز سعيدة الصوالحة التابعة لمحافظة محايل عسير بمنطقة عسير، حيث تم إبلاغهم بما حدث، حينها هرعت الجهات الأمنية إلى الموقع، وتم على الفور تطويقه وحضر العديد من الجهات ذات العلاقة حيث تم أخذ القنبلة التي لم تنفجر بعد، وتم تمشيط الموقع الذي وجدنا فيه القنبلتين بالقرب من الطريق الدولي السريع جدة جازان من قبل رجال الأمن، إلا أنهم لم يعثروا على شيء”.
وفي سياق متصل بمدير مدرسة أبي سعيد الخدري المتوسطة والثانوية بالصوالحة وحدان الصالحي حيث قال عن المتوفيين: إنهما كانوا على قدر عالٍ- رحمهما الله- من الخلق وشدد على ضرورة التوعية عن طريق المدارس والجوامع لتعريف الناس بأخطار تلك المتفجرات والتعريف بشكلها؛ لكي لا يقع مستقبلاً ما لا يحمد عقباه.