تنازلت الكابتن طيار نوال الهوساوي عن دعوى قضائية كانت أقامتها ضد 3 سيدات وصفنها بالـ”عبدة”، بعد أن تقدمن باعتذار لها.
ونشرت بوابة “Al Arabiya news” تقريرًا بالإنجليزية تم ترجمته جاء به أن الكابتن طيار تنازلت عن دعواها، التي أقامتها ضد الثلاث سيدات سعيًا منها لوضع حد للإساءات العنصرية المتكررة في السعودية.
وتعود إحدى هذه الوقائع إلى شهر سبتمبر الماضي خلال الاحتفال باليوم الوطني السعودي في مركز تجاري في مكة المكرمة، حيث خرجت نوال مع الأسرة وكان هناك صف وجاء دورها وكانت في المقدمة، فحضرت سيدة لا ترغب بالوقوف في الصف ودفعتها بشدة ودخلت، وهي تقول “ما بقى إلا إنتي يالعبدة”.
وأعربت الكابتن طيار عن سعادتها وقالت إنها كانت محظوظة للغاية لأنها تمكنت من التوصل الى حل مع السيدات الثلاث وتلقت اعتذارا منهن، وأثنت على تطور الإجراءات القانونية بالمملكة.
والمفارقة أن الكابتن طيار والسيدة التي أساءت إليها توصلتا إلى صلح وأصبحتا صديقتين، حتى أن السيدة الآن متطوعة في جمعية تعكف الكابتن نوال على إنشائها وهي “آدم” المناهضة للتمييز، ومعها جيش من المتطوعات.
وأضافت الكابتن نوال أن السيدة جاءت إليها وأخبرتها بأن الله عز وجل عاقبها بعد وصفها لنوال بالعبدة، حيث طلقها زوجها وتورطت في عدة قضايا ومنازعات تتعلق بحياتها الشخصية منذ الحادث.
وهنا، قالت نوال إنها رأت الحزن في عين السيدة، ووقفت واحتضنتها وبكت لوقت طويل، ولم تعرف ماذا تقول لها.
فيما يؤكد زوج نوال أن زوجته لم تكن تريد أن تعاقب السيدات اللاتي وصفنها بالعبدة، وإنما أرادات أن تعطيهن درسًا بأن العنصرية من الأمور المؤلمة والخاطئة.
وفي مطلع الأسبوع الحالي، تعرضت الكابتن نوال، الحاصلة على الرخصة الأمريكية الفيدرالية في الطيران، إلى واقعة مماثلة، حينما وصفتها إحدى مستخدمات موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بالعبدة، ما دفعها لإطلاق هاشتاق مناهض للعنصرية بنفس الوصف الذي نعتته بها وهو #العبدة، وأقامت دعوى ضد المستخدمة، حيث وكلت محاميين لتمثيلها، وعملت محضرًا في الشرطة يوثق الحادثة، ثم تحولت القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، التي حولتها بدورها إلى المحكمة، وقالت إنها تتوقع أن تربحها، نظرًا لما تحمله الدعوى من المفاجآت والتطورات التي لم تذكر تفاصيلها.
وتضامن السعوديون مع عبر هاشتاق “#العبدة”، حيث امتلأ موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بالعديد من التغريدات التي تم توجيهها إلى الهوساوي، وحملت تشجيعًا لها على قراراها بمقاضاة المستخدمة.
يُشار إلى أن الهوساوى تعتبر ثالث امرأة سعودية تحصل على رخصة الطيران، ووصفتها مجلة “أرابيان بيزنس” الإماراتية بـ”أوبرا وينفري السعودية”، نسبةً إلى الأيقونة الإعلامية الأمريكية التي تحظى باهتمام الملايين في العالم على مواقع الإنترنت والصحف والمجلات وفي القنوات التلفزيونية والإذاعية، فيما نعتتها الصحافة المحلية بـ “روزا باركس” السعودية، الأمريكية من أصل أفريقي والتي رفضت التخلي عن مقعدها في الباص لشخص أبيض، سجلت بذلك أهم حدث في تاريخ الولايات المتحدة؛ لأنها كانت سببا في إطلاق حركة مقاطعة الباصات في مقاطعة مونتجومري في 1960، وعلى إثرها بدأت تتشكل عملية إلغاء التمييز العنصري الذي كان سائدا في ذلك الوقت ضد الأفارقة.