خيراً فعل وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل عندما بدأ ثورة الإصلاحات من بوابة مديري التربية والتعليم، فلم يطالب بالإنجاز فقط بل اشترط أن يرافقه التمييز، قائلاً: “من لم يتميز فليترك للغير”، معتبراً مقياس الكفاءة الإنتاجية هو الواسطة الوحيدة عنده, وقال: “نريد إبداعاً”، ووضع توجيهاً تربوياً حازماً: “أعذر من له ظروف لا تمكنه من العمل، ولكني لا أعذر من يبقى متصدراً للقيادة بلا إنجاز”، واضعاً الجيع أمام تساؤلاته الأربعة التي لم يجد لها اجابة.
وحملت كلمات الوزير التي وجهها لمديري التربية والتعليم والتربويين في مناطق المملكة، الشفافية والإصلاح، والمطالبة بعمل تربوي مميز وراق، حيث كان الوسط التربوي قد تابع كلمات الوزير باهتمام لافت، وقد بدأ “الفيصل” إصلاحه التربوي بمديري التربية والتعليم ووضع أمامه خطة تربوية عملية لا جدال فيها ولا مناص من تنفيذها، وفرض معياراً للقياس والتقييم.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل أوجب على كل فرد في الوزارة أن يضيف إلى إنجازاته كل عام شيئاً جديداً، وإلا فالخيار مطلوب بأن يترك العمل، ولم يجعل الإنجاز فقط بل طالب أن يرافقه التمييز قائلاً: “من لم يتميز فليترك للغير”.
ووضع وزير التربية الجميع في مفهوم الأسرة الواحدة التي تتصف بالتميز وتقود الفكر وتتفرد أيضاً، وفي الجانب العملي وضع مقياس الكفاءة الإنتاجية التي اعتبرها هي الواسطة الوحيدة عنده، وعزم على أن يكون هناك اتفاق مع الجميع وهو أولهم، بإضافة 50 % على إنتاجية هذا العام، كل في مجاله.
وعاد وزير التربية ليذكر الجميع بأن العبرة ليست بالكم فحسب “إنما نريد إبداعاً”، ووضع التوجيه التربوي الحازم بقوله “أعذر من له ظروف لا تمكنه من العمل، ولكني لا أعذر من يبقى متصدراً للقيادة بلا إنجاز.. كل من يعمل معي سيجهد، وأتوقع أن لدينا جميعاً القدرة والإخلاص والتميز”.
ولم يغفل وزير التربية أن يضع مديري التربية والتعليم أمام الأمر الواقع بأنهم مسؤولون عن كل طالب ومعلم، وأن يكونوا نموذجاً يحتذى، رابطاً جيل الشباب وصفاته المتمثلة بالصدق والأمانة والإخلاص والانتماء للوطن المتحصل على العلوم المفيدة، بما يحصله من القدوة الحسنة.
وصّور وزير التربية رفع كلمة التوحيد راية المملكة العربية السعودية “ليس على ساريات الحديد والخشب، بل على أعمدة الأخلاق والقيم والرقي والعلم”، مؤكداً: “نحن نريد جيلاً متسلحاً بالعلم والأخلاق، جيلاً يتفانى في خدمة دينه ووطنه، جيلاً يرى أن واجبه الأول هو الارتقاء في أول العالم لا آخره”.
وحمّل الجميع مسؤولية تفرغ الشباب للمشاكل وهدر الوقت والمال وعدم الشعور بالمسؤولية ووصفها بالجناية، وأجاد وزير التربية التشبيه في ثقافة المعلم والطالب، حين قال: “إذا أردنا تعلم ثقافة فهي محصورة بين الأسرة والمدرسة التي هي كالتربة التي كلما سعينا إلى سقايتها جنينا ثمارها، فمن أهمل صناعة الثقافة سيكون سلوكاً مخالفاً في الجيل من مخالفة لقواعد المرور، ورمي النفايات في الحدائق والمتنزهات، وسماع ألفاظ سيئة، وظهور ممارسات خاطئة”.
ثم وضع الجميع أمام قانون المحاسبة لغياب الطالب والمعلم قبل الامتحان، حيث وجه أربعة “تساؤلات”: لا توجد لها إجابة شافية: لماذا يتغيب المعلم عن المدرسة؟ ولماذا تسمح المدرسة بهذا؟ ولماذا يسمح مدير التربية والتعليم بهذا؟ ولماذا تقبل الوزارة أن يفعل مدير التعليم ذلك؟