ضمن مسلسل تقريري نعدكم ان نستكشف اعجب الاماكن واغربها في بلدنا العزيز المملكة العربية السعودية نطوف فيها نتعرف عليها
جبل قارة بالمنطقة الشرقية
جبل القارة ويُعرَف أيضاً بجبل الشبعان يقع بين قرية التويثير وقرية القارة بمحافظة الأحساء، في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. يُعد الجبل من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء وقد سُجل في لائحة التراث العالمي عام 2018م بعد ضم واحة الأحساء إلى اللائحة. يبعد الجبل مسافة 15 كيلومتراً شرق مدينة الهفوف. ويحتوي على كهوفٍ أو ما يسمى بالمغاراتِ بين أهالي الأحساء. تتميز بعض مغاراته مثل مغارة النشاب بأن لها درجة حرارة معتدلة شبه ثابتة طوال العام.
تقدم قمم تلال القارة الجيرية مناظر مذهلة على المناطق المجاورة من ارتفاع 200 متر فوق مستوى سطح البحر. وتوجد متاهة الكهوف والممرات التي حُفرت في الصخر.
سُمِّي جبل القارة نسبةً إلى بلدة القارة التي ينتمي إليها الجبل. وقد سمي أيضاً بالشبعان لكونه في وسط النخيل، قد طوَّقته النخيل والأنهار من جميع جوانبه. وفيه مغارات واسعة مرتفعة باردة في أيام الصيف. فهو تشبَّعَ بالنخيلِ.
يُرجح أن أول من سكن بلدة القارة التي يقع فيها الجبل هي قبيلة جاهلية حذقت في الرماية وسُميت “القارة”، لشدة براعة أهلها في رمي السهام. لكن تضاريس الموقع ترجِّح صحة التعريف بأنَّ معنى الاسم هو “جبل صغيرٌ منفردٌ أَسودُ مستديرٌ ملمومٌ طويلٌ في السماءِ”. وتفيد بعض كتب التاريخ أن جبل قارة كان هو المقصود باسم “المشقّر” الذي ورد قديماً عند المؤرِّخين والرحَّالة. فقد كتب حمد الجاسر في كتابه “المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية – المنطقة الشرقية – القسم الرابع” أن المؤرِّخين اختلفوا في موضع المُشقّر، فقيل “إنه موضع في الحجاز، ووادٍ في أجأ أحد جبلي طيء، وحصن في البحرين، وهذا أشهرها”.
بينما يؤكد عبد الخالق الجنبي أن القارة سميّت بهذا الاسم لأن جنوبها يلتصق بتلّ كبير الحجم، غريب الشكل والتكوين ذي كهوف متفاوتة الحجم، وفوقه صخرة كبيرة منحوتة بشكل عجيب: إنها ثلاثة رؤوس، أحدها متجه إلى الجنوب وهو يشبه رأس امرأة، وآخر متجه نحو الشمال، وهو يشبه رأس رجل، أما الثالث فهو الوسط بينهما ويشبه رأس أسد في منظره، وهذا الجبل ما زال يُعرف حتى اليوم باسم جبل “رأس القارة” وهو الذي عناه الجغرافيون العرب، وأن حصن المُشقّر هو نفسه هذا التلّ العجيب التكوين، وهو تكوين إلهي، ولا يد للإنسان في تكوينه كما يقول الجنبي في كتابه. وجاء ذكر المشقّر أيضاً في الجزء الرابع من “معجم ما استعجم” لأبي عبيد البكري: “قال ابن الأعرابي المُشقّر: مدينة عظيمة قديمة، في وسطها قلعة، على قارة تسمى عطالة، وفي أعلاها بئر تثقب القارة، حتى تنتهي إلى الأرض، وتذهب في الأرض. وماء هجر يتحلب إلى هذه البئر في زيادتها”.
لموقع الجغرافي
يقع جبل القارة وسط واحة الأحساء بين أربع قرى هي القارة والتويثير والدالوة والتهيمية.
الطبيعة الجيولوجيا للجبل
تبلغ مساحة قاعدته حوالي 14 كيلومتراً مربعاً، ويتكون من صخور رسوبية بلون ضارب إلى الحمرة. يحوي على كهوف معتدلة درجة الحرارة وشبه ثابتة طوال العام في حدود 20 درجة مئوية. ويرافقها جريان تيارات هوائية لطيفة وباردة من داخل المغارة لخارجها.
يتكون جبل القارة من الحجر الرملي الكلسي، والمارل الغريني من متكون الدام ومتكون الهفوف من الميوسين المتوسط. تتكون قاعدة الجبل المنكشفة من طبقة رقيقة من المارل، تعلوها طبقة من المدملكات (الكونغلوميرات) تصل إلى 17 متراً. يليها تتابع من الحجر الجيري الرملي البحيري بسماكة 18 متراً ثم تعلوها طبقات متتابعة بسماكة 75 متر من الحجر الرملي الفتاتي ذو اللون الرمادي الفاتح مع فترات متقطعة من المارل المحمر والمارل الغريني. ينتهي التتابع بغطاء يصل إلى مترين من الحجر الكلسي. تمتد عدة أنواع من كهوف الجبل على شكل شبكات مضلعة من التصدعات الأرضية، وبعضها الآخر عبارة عن تجاويف بسبب عمليات الإذابة والتعرية أو الانهيارات.
المغارات والكهوف
هناك 3 أنواع من مغارات جبل القارة:
النوع الأول : تكون بسبب عمليات الإذابة والتآكل في الصخور السهلة الذوبان في الماء، وهو أكثر أنواع الكهوف الجيرية التي تم رصدها في المملكة العربية السعودية.
النوع الثاني: ناتج عن انهيار الطبقات العليا بسبب عوامل التجوية والتآكل، ومن ثم إزالة الطبقات السفلية، مما يكون كهوف واسعة في بعض الأحيان، وأشهرها مغارة تقع غرب الجبل، تسمى مغارة العيد التي يقام فيها فعاليات مصاحبة للعرس الجماعي الذي يقام سنوياً في قرية القارة.
النوع الثالث: ناتج عن التصدعات الزلزالية والعوامل التحهوائية: وهي عبارة عن نظام كهفي يتخذ شكلاً منتظماً من التصدعات المستقيمة على شكل ممرات، ويصل عدد هذه الممرات المستقيمة إلى 28 ممر، بطول قد يصل إلى 1.5 كلم. أشهر هذه المغارات هي مغارة النشاب التي تم استغلالها سياحياً من قبل شركة الأحساء للسياحة والترفيه تحت اسم مشروع أرض الحضارات في جبل القارة.
تمتاز كل مغارة من مغارات جبل القارة بصفات طبيعية، مما جعل السكان المحليين يستصلحون كل منها على حسب استخدامهم. فهناك مغارة لإقامة العرس الجماعي السنوي في قرية القارة، وهناك مغارة أخرى مخصصة للسياح. ومن أشهر مغارات وكهوف جبل القارة:
( بوصالح (المهدي) – العيد – الناقة – المعظمة – الميهوب – الغيران – النشاب – أم الجماجم ).
تكوُّن الكهوف
هناك اعتقاد شعبي بأن المغارات في جبل القارة تكونت نتيجة للمد والجزر بسبب دراسة أجريت عام 1978. إلا أنه في عام 2006 نفت دراسة هذا الادعاء.