خطوة جميلة ومباركة، تلك التي نفذتها بلدية محافظة أبوعريش ـ 25كلم جنوب مدينة جيزان ـ على دوار المدخل الغربي للمحافظة، على الطريق المتجه غرباً باتجاه مدينة جيزان ـ حاضرة منطقة جازان ـ بإقامتها مجسم لبيت الطيبن والقش والجريد ” العِشّة” التي أصبحت في وقتنا الحاضر، شيئاً من الماضي، وأثراً بعد عين .
دقة التصميم، والتنفيذ، وجماليته، تجعل من عايش تلك الحُقبة التي كانت “العِشّة” حاضنة لطفولة أبناء المنطقة، وذكرياتهم الجميلة، التي غادرت ذاكرة الكثيرين، من مثقفي وأدباء وعامةأ بناء المنطقة، مع اختفاء هذا الرمز الحضاري القديم ذات الخصوصية ، ولا عجب ، إن كنت عزيزي القارئ قد منحتك الظروف فرصة المرور بجوار ذلك المعلم ـ مجسم ـ الحضاري ذو الدلالات الحسية وبحكم الانتماء لدى أبناء جازان ممن عاشوا في كنفاتها، واشتموا شذا وعبير طينها حينما يمتزج بقطرات الماء ( المطر) لاعجب إن توقف بك المسير هناك،بداعي الفضول كذلك وتوقفت بك عجلة الزمن، ودارت الذاكرة سيرها برجعية لذلك الزمن الجميل …
عندها ستتلو تنهداتك، دون إرادة وبعفوية، وتكُب ذكرياتك الجميلة في حيز من أروقة “عِشّة” أبوعريش، حسافة على ذهاب الطين وشذاه وذهاب الطيبين، معنونةٌ بـ(ذاكرة العِشّة) والزمن الجميل .
تماماً كما فعل الخبير العسكري ،والأديب والقاص العميد متقاعد / عمرو بن محمد العامري، عندما مرّ من هناك وترك بصمته كغيره ننقلها لكم دون تصرف بالصورة والحرف كما وجدناها .