سلمت الحكومة السورية روسيا اليوم الجمعة اقتراحاً لوقف إطلاق النار في حلب وتبادل السجناء مع استعدادها لمحادثات سلام مقررة مع المعارضة في الأسبوع القادم تشارك روسيا في رعايتها.
ولم يصدر رد فوري من معارضي الرئيس بشار الأسد الذين لا يزال حضورهم المحادثات المقرر أن تبدأ يوم الأربعاء في سويسرا محل شك وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى توجيه دعوة في اللحظات الأخيرة لهم من أجل المشاركة.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يزور موسكو إنه سلم روسيا خطة لوقف إطلاق النار في حلب أكبر مدن البلاد وإن حكومته مستعدة لتبادل قوائم من أجل تبادل محتمل للسجناء مع قوات المعارضة.
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي مع “المعلم” اليوم الجمعة المعارضة السورية لتأخرها في الموافقة على المشاركة في المؤتمر.
وقال “نشعر بالقلق الشديد من وجود لعبة ما”.
وقال “المعلم” إن مقترحات سوريا يمكن أن تخفف الصراع. وأضاف بشأن خطة وقف إطلاق النار في حلب أن حكومته تود أن يشكل هذا نموذجاً يطبق في البلدات الأخرى.
وتحاول واشنطن وموسكو التفاوض على بعض الإجراءات لبناء الثقة بين الأطراف المتحاربة والسماح بتدفق المعونات الإنسانية إلى أكثر المناطق تضرراً في الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام.
ورفضت أغلب قوات المعارضة المتشرذمة التي تقاتل في سوريا المفاوضات التي تعرف باسم جنيف-2 في حين بدأ زعماء المعارضة في المنفى اجتماعاً اليوم في تركيا لتحديد موقفهم من المشاركة لكن لم يتضح متى سيتوصلون إلى قرار نهائي.
وقال دبلوماسي غربي يتابع المحادثات: “النتيجة تخضع لتوازنات دقيقة لكني أتوقع تصويتاً بنعم”، مضيفاً أن الولايات المتحدة وبريطانيا والداعمين الغربيين الآخرين أبلغوا الائتلاف بأن التصويت بالرفض ستكون له عواقب غير مرغوب فيها.
وقال: “لم نستخدم لغة التهديد. لكننا أوضحنا أن القرار بشأن جنيف قرار مهم وسيكون من الصعب الوفاء بإستراتيجية عسكرية وسياسية إذا لم يذهبوا”.
وحثت الولايات المتحدة المعارضة السورية على حضور أول مفاوضات سلام مباشرة في الصراع.
ورفض بعض أعضاء الائتلاف الوطني السوري علناً المشاركة في المحادثات حيث يخشى الكثيرون أن تتقوض مصداقيتهم في الداخل إذا شاركوا في عملية يرون أنه لا فرص فيها لإجبار “بشار” على التنحي.
وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الائتلاف على الحضور وأكد أن التلميحات من سوريا وروسيا إلى أن العملية يمكن أن ينتج عنها استمرار “بشار” في السلطة جانبها الصواب.
وقال في واشنطن: “ونحن نستعد للذهاب إلى جنيف والدخول في هذه العملية أعتقد أنه أصبح واضحاً أنه لن يكون هناك حل سياسي ما لم يناقش الأسد انتقالاً (سياسياً) وإذا ظن أنه سيكون جزءاً من هذا المستقبل. هذا لن يحدث”.
وأضاف دون ذكر مزيد من التفاصيل: “خياراتنا لم تنفد بشأن ما يمكن أن نقوم به لزيادة الضغط وتغيير الحسابات”.