طالب المُفكر والمحلل السياسي، الدكتور خالد الدخيل، بأن تتحرك المملكة في محيطها الإقليمي، ما بين الجميع كدولة عربية إسلامية، مشيراً إلى أن “إيران تتصرف معنا بعداء واضح”، وتوقع أن تدخل مع المملكة في صدام سياسي.
وطالب بتغيير المفهوم الأمن القومي للمملكة، بحيث تكون هي الحامية لهذا الأمن والمسؤول الأول عنه، مشيراً إلى ضرورة تعدد الحلفاء للدولة غير الحليف الإستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية.
وعن السياسة الداخلية السعودية، أكد الدكتور “الدخيل” أنه يجب أن تبدأ من مشاركة الناس، لافتاً إلى أن العملية لا تزال تحوم حول الإصلاح، ولم تدخل عملية الإصلاح السياسي الحقيقي، الذي يجب أن يقوم على تعرف مفهوم الدولة، وهو “الإقليم والناس والسلطة”.
وأشار إلى أن إخراج الناس من العملية السياسية، هو ضرب لمفهوم الدولة في العمق، مقترحاً إجراء انتخابات نصفية لمجلس الشورى، أو إنشاء مجلس مواز، كما هو معمول به في دول كثيرة.
وطالب بأن يتغير المفهوم التقليدي، الذي نشأت عليه الدولة في مرحلتها الأولى، ويجب مشاركة الناس في هذا القرار.
وقال في برنامج “لقاء الجمعة” بقناة “روتانا خليجية”: إن “رجل الدين” الذي يمثل المؤسسة الدينية التقليدية، عائق من عوائق الإصلاح السياسي، داعياً إلى إعادة صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع.
واعتبر أن المواطنين الشيعة هم ضحية إرث طائفي قديم، مشيراً إلى أنهم يساهمون في الطائفية عندما يطالبون بحقوقهم كشيعة، لا كمواطنين، داعياً الشيعة السعوديين إلى أن يطالبوا بحقوقهم كمواطنين أولاً وقبل كل شيء لا كشيعة!
وقال الدكتور خالد الدخيل: إن السياسة الخارجية السعودية تفتقد إلى ثلاثة عناصر مهمة هي عدم وجود قدرات تتناسب مع حجم الدولة، وموقعها الإستراتيجي، ودورها المركزي في المنطقة، والإطار المؤسسي لاتخاذ القرار السياسي، الذي يكون بتفعيل مجلس الأمن الوطني، وتأسيس قاعدة شعبية للقرار السياسي الخارجي عن طريق تفعيل مجلس الشورى، بعملية انتخابات نصفية ثم انتخابات كاملة.
وطالب “الدخيل” بتعزيز القدرات العسكرية، مؤكداً بأنه يجب أن تكون لدينا قوة عسكرية حتى تكون السعودية هي خط الدفاع الأول عن نفسها أولاً، وعن محيطها الإقليمي، مشيراً بهذا الصدد إلى أن “صدام حسين” لم يكن ليتجرأ على دخول الكويت عام 1990 م، في وجود قدرات سعودية رادعة داعياً إلى عدم ربط ذلك بمفهوم “عسكرة المجتمع”، كما فعلت بعض الدول العربية.
واستشهد “الدخيل” بالقوة العسكرية الأمريكية التي تملك أقوى جيش بالتاريخ، مع عدم وجود عسكرة للمجتمع الأمريكي؛ لوجود عملية فصل بين الجانب العسكري والسياسي، مشيراً بأن المؤسسة العسكرية تخضع للقرار السياسي، كما هو موجود لدينا، بحيث يجب تكريس هذا الجانب، وأضاف الدخيل أن تعزيز القدرات العسكرية لا تقتصر على شراء معدات عسكرية طائرات، ومدافع ودبابات، وأحصى بتقديره عدد أفراد الجيش السعودي من 120-150 ألف فقط! مشيراً بأن السعودية “قارة” فيجب أن يكون لديك قدرة وقوة عسكرية معروفة رادعة للدول في الإقليم، وعلى مستوى العالم، فعندما تقول: لن نسمح لأحد بالتدخل، فيجب حينها أن تدعم هذا الشيء بقدرات وقوات عسكرية رادعة.
ووصف ما حدث بمصر بأنه: “انقلاب عسكري بغطاء مدني بنكهة عربية”، مشيراً إلى أن “مأساة العالم العربي – الآن – عدم وجود مرجعية دستورية محترمة”، مشيراً إلى نسب التصويت القائم بمصر – حالياً – هي منخفضة جداً، مؤكداً أن الإعلام المصري يقوم – حالياً – بحملة لصالح “السيسي” لتسويق “الانقلاب” – بحسب وصفه.