“وادي الأسمر” ، أو كما يسميه المواطنون السعوديون ووسائل الإعلام بـ”وادي لمى”، الذي لم يكن معروفاً إلا لبعض أهالي البادية الذين تعودوا أن يتنقلوا بمواشيهم لترعى بذلك الوادي، فقد كان يوماً من الأيام ملاذاً للرعاة، وأهالي البادية لتأكل أغنامهم من كلئه، ورغم السنين الماضية لم يكن يعرف إلا عند أهالي البادية، والذي كان متنزهاً لمن يبحث عن النزهة، خاصة بعد موسم الأمطار، فالخضرة تسر الناظرين والماء يجري في جنباته، ورماله السوداء تحكي خصوبة الأرض.
- 24/11/2024 ازدياد معادات الاسرائيليين في دول الشرق الاوسط
- 24/11/2024 خادم الحرمين الشريفين يصدر أمرًا ملكيًا بتعيين (125) عضوًا بمرتبة مُلازم تحقيق على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي
- 24/11/2024 “الأرصاد”: أمطار غزيرة على منطقة جازان
- 24/11/2024 الرياض تجمع الموهوبين من أنحاء العالم في المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع 2024
- 24/11/2024 افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي
- 24/11/2024 المستشار العسكري للمبعوث الأممي لليمن يثمن جهود مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة “مسام” لحماية أرواح المدنيين
- 24/11/2024 حالة الطقس المتوقعة اليوم
- 23/11/2024 منتقدًا وضعها المالي.. “ماسك”: الولايات المتحدة تتحرك بسرعة نحو الإفلاس
- 23/11/2024 “حرب الصواريخ”.. سباق محموم نحو المجهول في أوكرانيا
- 23/11/2024 تأييدٌ من “العُليا” تلاه “أمرٌ ملكي”.. المدينة المنوّرة تشهد تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بمهرّبة “الكوكايين”
محليات > “وادي الأسمر” يبوح بأسراره.. ملاذ الرعاة الهادئ عمه الصخب حزناً على “لمى”
09/01/2014 1:29 م
“وادي الأسمر” يبوح بأسراره.. ملاذ الرعاة الهادئ عمه الصخب حزناً على “لمى”
غير أن ذلك الهدوء وتلك الخضرة والرمال الهادية ذهبت، وتناثرت وعم صخب المكان حزناً وألماً عندما هوت طفلة السادسة التي كانت تجري ممسكة بدميتها التي اشترتها لتعبر عن فرحها بها في تلك الأرض، غير أن أنساج القدر كانت قد نسجت لها، وما أن هوت قدماها أمام شقيقتها الأخرى حتى اختفى صوتها البريء.
في دقائق معدودة تغير حال وادي الأسمر الذي لم تكن أرضه تلامسها آليات، أو تتوافد إليها أرتال السيارات، وتخطو بها أقدام البشر بتلك الأعداد، قلوب البشر حزنت، وكل ما هناك من شجر وطير، لروح لمى الطاهرة، لتسجل قصتها حالة من التفاعل والتعاطف المحلي والدولي، الكل يتابع أخبار وادي الأسمر وضحيته لمى طوال 20 يوماً، فتارة يأتي البشير بالعثور عليها، وأخرى ينفي، وبقي جسدها الطاهر بين أتربة وادي الأسمر وبئره التي كانت يوماً مشروعاً لفعل الخير وسد رمق وظمأ الرعاة وأغنامهم، وبعد تلك السنوات التقم جسد طفلة في عمر الزهور.
اليوم وعلى مدخله كتب قاصدو ومحبو “لمى” اسمها بخط عريض وبسهم يشير إلى وادي “لمى” على لوحة جُمعت فيها الدلالة بألوانها، وبقي اللون الأسمر الذي ينسج منه الأسود يحمل اسمها، لمى الذي وعدت ذات الأحمال بتسمية مولداتهن به، في حين تسابقت الرحمات في المنابر والمساجد وقاعات الامتحانات على روحها، والدعاء بالصبر لأسرتها.
الوادي الأسمر الذي يقول عنه حسن سليمان العمراني وهو من سكان الوادي الذي يبلغ طوله ما يقارب 30 كم، وتعود سبب تسميته لسمرة أرض الوادي، ويتفرع منه عدة أودية، ومنها وادي الضييقات ووادي المسما ووادي أم صفيح ووادي المزيلاقات ووادي الفرش، وغيرها من الأودية الصغيرة، وجميعها تصب بوادي الأسمر حتى يصل إلى وادي أم جرفين الذي يصب في خليج العقبة.
وقال: هضابه القريبة من موقع الحادثة تعد مسكناً للبادية باعتبارها منطقة رعوية يقصدها البدو من مختلف المناطق القريبة، لكن الوادي على ما تمتاز به أرضه من منطقة رعوية فإن شح الماء شكل عائقاً أمامهم، حيث يحتاجون قطع مسافة 40 كلم لمنطقة تعرف بوادي الشرف لجلب الماء من هناك، وبالإضافة لتلك المسافة واجهتهم مشكلة أخرى، هي تعطل المكائن الارتوازية في وادي الشرف باستمرار حتى ظهرت فكرة حفر بئر ارتوازية في وادي الأسمر بهدف سقيا البدو لوجه الله.
وتابع: بدأت عمليات حفر البئر في وادي الأسمر عن طريق فاعل خير في العام 1426هـ، لكن بعد مرور شهرين وصل فيها إلى عمق 114 متراً جاء منعه بحجة أن الأرض مملوكة لإحدى الجهات الحكومية، رغم السماح له اضطر إلى تأمين البئر وتسليمها بصفة رسمية، واستمر أهل البادية هناك على حالهم حتى عمدت مديرية مياه تبوك – بحسب الأهالي – في العام 1430هـ إلى حفر بئر بمنطقة تعرف بوادي المجيفل على بعد كيلومترين غرب بئر وادي الأسمر، هذه البئر التي تم حفرها ثم تأمينها لا يعرف مكانها إلا الأهالي.
وبدوره قال عطية العمراني الذي يسكن الوادي حالياً: الإبل والماشية تمر يومياً بجانب هذه البئر منذ حفرها قبل ثماني سنوات، ولم نتوقع يوماً ما أنها ستسبب كارثة إنسانية؛ لأنها مغطاة ومؤمنة، مشيراً إلى أنه منذ حادثة الطفلة لم يكف الناس عن الحضور للوادي كالسابق، حيث كان يقتصر الحضور على عدد قليل من الأشخاص، “لم يدر في ذهن أحد أن هذه البئر ستتحول إلى حكاية ألم قرأها العالم أجمع، وشهد فصولها ملايين المتابعين، بعد سقوط الطفلة لمى الروقي ذات الستة الأعوام، حيث عمد المئات من مختلف مناطق المملكة للذهاب لبئر وادي الأسمر بهدف مشاهدة هذا المكان الذي شغل الرأي العام في السعودية، وعمدت الصحف لمتابعة أخبارها، كما بثت القنوات التلفزيونية من هناك بثاً مباشراً لنقل آخر التطورات، فعمليات استخراجها ماتزال قائمة.
وبدورها اضطرت شرطة تبوك لتأمين دوريات وجنود لمنع المتجمهرين من الاقتراب، كما أقامت صحة تبوك مستشفى ميدانياً يشمل فريقاً من الأطباء والمسعفين والفننين وسيارتي إسعاف عاليتي التجهيز، وتتواجد فرق الهلال الأحمر السعودي.
وسقوط “لمى” دفع العشرات إلى ابتكار أجهزة في وقت قياسي لم يتعد أيام بهدف المساعدة في إخراجها، في حين أطلق العديد من الآباء والأمهات اسم لمى تيمناً به، فلم يعد يعرف الآن هذا الوادي باسم وادي الأسمر، وإن رغب ساكنوه في عدم تغيير اسمه، فالجميع لن يذكره إلا باسم وادي لمى.
غير أن ذلك الهدوء وتلك الخضرة والرمال الهادية ذهبت، وتناثرت وعم صخب المكان حزناً وألماً عندما هوت طفلة السادسة التي كانت تجري ممسكة بدميتها التي اشترتها لتعبر عن فرحها بها في تلك الأرض، غير أن أنساج القدر كانت قد نسجت لها، وما أن هوت قدماها أمام شقيقتها الأخرى حتى اختفى صوتها البريء.
في دقائق معدودة تغير حال وادي الأسمر الذي لم تكن أرضه تلامسها آليات، أو تتوافد إليها أرتال السيارات، وتخطو بها أقدام البشر بتلك الأعداد، قلوب البشر حزنت، وكل ما هناك من شجر وطير، لروح لمى الطاهرة، لتسجل قصتها حالة من التفاعل والتعاطف المحلي والدولي، الكل يتابع أخبار وادي الأسمر وضحيته لمى طوال 20 يوماً، فتارة يأتي البشير بالعثور عليها، وأخرى ينفي، وبقي جسدها الطاهر بين أتربة وادي الأسمر وبئره التي كانت يوماً مشروعاً لفعل الخير وسد رمق وظمأ الرعاة وأغنامهم، وبعد تلك السنوات التقم جسد طفلة في عمر الزهور.
اليوم وعلى مدخله كتب قاصدو ومحبو “لمى” اسمها بخط عريض وبسهم يشير إلى وادي “لمى” على لوحة جُمعت فيها الدلالة بألوانها، وبقي اللون الأسمر الذي ينسج منه الأسود يحمل اسمها، لمى الذي وعدت ذات الأحمال بتسمية مولداتهن به، في حين تسابقت الرحمات في المنابر والمساجد وقاعات الامتحانات على روحها، والدعاء بالصبر لأسرتها.
الوادي الأسمر الذي يقول عنه حسن سليمان العمراني وهو من سكان الوادي الذي يبلغ طوله ما يقارب 30 كم، وتعود سبب تسميته لسمرة أرض الوادي، ويتفرع منه عدة أودية، ومنها وادي الضييقات ووادي المسما ووادي أم صفيح ووادي المزيلاقات ووادي الفرش، وغيرها من الأودية الصغيرة، وجميعها تصب بوادي الأسمر حتى يصل إلى وادي أم جرفين الذي يصب في خليج العقبة.
وقال: هضابه القريبة من موقع الحادثة تعد مسكناً للبادية باعتبارها منطقة رعوية يقصدها البدو من مختلف المناطق القريبة، لكن الوادي على ما تمتاز به أرضه من منطقة رعوية فإن شح الماء شكل عائقاً أمامهم، حيث يحتاجون قطع مسافة 40 كلم لمنطقة تعرف بوادي الشرف لجلب الماء من هناك، وبالإضافة لتلك المسافة واجهتهم مشكلة أخرى، هي تعطل المكائن الارتوازية في وادي الشرف باستمرار حتى ظهرت فكرة حفر بئر ارتوازية في وادي الأسمر بهدف سقيا البدو لوجه الله.
وتابع: بدأت عمليات حفر البئر في وادي الأسمر عن طريق فاعل خير في العام 1426هـ، لكن بعد مرور شهرين وصل فيها إلى عمق 114 متراً جاء منعه بحجة أن الأرض مملوكة لإحدى الجهات الحكومية، رغم السماح له اضطر إلى تأمين البئر وتسليمها بصفة رسمية، واستمر أهل البادية هناك على حالهم حتى عمدت مديرية مياه تبوك – بحسب الأهالي – في العام 1430هـ إلى حفر بئر بمنطقة تعرف بوادي المجيفل على بعد كيلومترين غرب بئر وادي الأسمر، هذه البئر التي تم حفرها ثم تأمينها لا يعرف مكانها إلا الأهالي.
وبدوره قال عطية العمراني الذي يسكن الوادي حالياً: الإبل والماشية تمر يومياً بجانب هذه البئر منذ حفرها قبل ثماني سنوات، ولم نتوقع يوماً ما أنها ستسبب كارثة إنسانية؛ لأنها مغطاة ومؤمنة، مشيراً إلى أنه منذ حادثة الطفلة لم يكف الناس عن الحضور للوادي كالسابق، حيث كان يقتصر الحضور على عدد قليل من الأشخاص، “لم يدر في ذهن أحد أن هذه البئر ستتحول إلى حكاية ألم قرأها العالم أجمع، وشهد فصولها ملايين المتابعين، بعد سقوط الطفلة لمى الروقي ذات الستة الأعوام، حيث عمد المئات من مختلف مناطق المملكة للذهاب لبئر وادي الأسمر بهدف مشاهدة هذا المكان الذي شغل الرأي العام في السعودية، وعمدت الصحف لمتابعة أخبارها، كما بثت القنوات التلفزيونية من هناك بثاً مباشراً لنقل آخر التطورات، فعمليات استخراجها ماتزال قائمة.
وبدورها اضطرت شرطة تبوك لتأمين دوريات وجنود لمنع المتجمهرين من الاقتراب، كما أقامت صحة تبوك مستشفى ميدانياً يشمل فريقاً من الأطباء والمسعفين والفننين وسيارتي إسعاف عاليتي التجهيز، وتتواجد فرق الهلال الأحمر السعودي.
وسقوط “لمى” دفع العشرات إلى ابتكار أجهزة في وقت قياسي لم يتعد أيام بهدف المساعدة في إخراجها، في حين أطلق العديد من الآباء والأمهات اسم لمى تيمناً به، فلم يعد يعرف الآن هذا الوادي باسم وادي الأسمر، وإن رغب ساكنوه في عدم تغيير اسمه، فالجميع لن يذكره إلا باسم وادي لمى.
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.jazanvoice.com/6944/