ما تم تسريبه ع خارطة أعدها عسكريون وخبراء لحساب ” البنتاجون” وزارة الدفاع الأميركية , تثير تساؤلات ,هل للتحركات السياسية غير المسبوقة لوزير الخارجية الأميركية إلى 11 زيارة خلال اقل من 4 أشهر لها علاقة بالهاجس الأميركي , وفي واقع الأمر أن تلك الزيارات لم تشمل بؤر التوتر هل يعني أن أميركا غير معنية بما يجري في مصر أو في العراق , أو في سوريا .
أم أنا تركز جهدها على تطمين الجانب الايراني , وبلورة مواقف أميركية تلاقي ترحيبا له , مقابل انزواء إيران عن المشهد السياسي العربي الحالي , وعدم دعوتها إلى “جنيف2″ يعتبر جزءا من صفقة متبادلة , رفع العقوبات تدريجيا ,وتهيئة ما يدور بالخفاء لإعطاء الشيعة , والأكراد كيانات مستقلة , وللبلوش , بحسبان اميركا تبريد الصراعات بين كل من السنة والشيعة في العراق , وهذه الدراسة تأتي ضمن حزمة واحدة لتبريد ما يعتري الساحة العربية من صراعات ايديولوجية ترتكز على الجانبين العرقي والمذهبي , وباعتقادي أن من رسمها مما أسماه التقرير إن صح , فمن وضعه
فهل هذا التسريب لجس نبض الرأي العام … ومواقف الحكومات ؟ أم وراءه أهدفا معينة , أنا اربط بينها وبين جولات كيري المتتالية بين الفلسطينيين والاسرائيليين والضغوط التي يمارسها على الجانبين , وما يجري بالأنبار , وعلى الحدود السورية اللبنانية , والتقارب الايراني الأميركي , ورد فعل فرنسا , وبرود العلاقات بين واشنطن وكل من الرياض ,والقاهرة , ومن المؤكد أن الرياض الآن اصبحت عاصمة القرار العربي , نظراً للوضع الحالي التي تعيشه مصر ويهدف ما ينفذه الاخوان بدعم أميركي سياسي .
وما البيان القطري ببعيد , الذي أدان الحكومة المصرية بما اسماه قتل المتظاهرين , والرد المصري القوي باستدعاء السفير القطري الذي يقوم نائب السفير بالقاهرة ابن القرضاوي بتهريب الأموال لدعم الإخوان والإبقاء على تواجدهم بالشارع حيّاً و ومقلقا للسلطات المصرية , ولعدم التمكن من الاستفتاء على الدستور المصري و لارهاق جيشها , كي لا يقوم بدوره القومي , ويجعل من دورها العربي والاقليمي مغّيَّباً إلى حين , في حين ما شهدناه في شوارع لندن لبضعة أفراد من الشيعة يتظاهرون وهم يحملون شعارات منها المطالبة بأن تكون الأماكن المقدسة بالمملكة تحت إدارة الأمم المتحدة لها علاقة بهذا المخطط الخطير .
ولعل ما يجري من قبل الاخوان في مصر يسير ضمن نفس المخطط , وبالنظر للخارطة , وما رسم فيها بوضع الأماكن المقدسة وفصلها عن المملكة العربية السعودية , كان هدفا قبل اعلان المملكة العربية السعودية , حيث أوفد الملك عبد العزيز يرحمه الله وفودا لعواصم اسلامية لبحث موضوع الأماكن المقدسة بعد دعوات من دول اسلامية بعضها لم يستقل من الاستعمار الغربي , بأن تكون مكة والمدينة بإدارة اسلامية , ولكن الملك عبد العزيز يرحمه الله فطن لذلك , ففيما الوفد يجول عواصم اسلامية بهدف التأكد من دعواتهم , وبالحقيقة كان يهدف لمعرفة من كان يدفعهم لذلك , وفيما الوفد في زياراته , أعلن يرحمه الله اسم المملكة العربية السعودية لتضم أقاليم نجد والحجاز وعسير والأحساء في العام 1351هـ , بعد أن كانت تسمى سلطنة نجد ومملكة الحجاز وملحقاتها , وفؤَّت على المغرضين تحقيق أحلامهم .
ومن المفارقات أن أول دولة أجنبية تعترف بالمملكة روسيا , ثم اعقب ذلك اعتراف دول العالم , وشاركت المملكة كدولة مؤسسة لهيئة الأمم المتحدة , وهذا الخارطة والأحلام الأميركية تجعلنا نرط بينها وبين حالة الفوضى التي عمت دول ما يسمى بالربيع العربي , بحيث تستمر الفوضى والمماحكات السياسية وتدخل أميركا بهذا المخطط وسط زوبعة عدم الاستقرار في مصر وسوريا والعراق , ولكن ستبوء هذه الهواجس والتخرصات بالفشل على صخرة التحدي الكبير الذي تمثله المملكة وثقلها الاسلامي ودورها العربي المحوري في إفشال ما يرسمه راسمو الاسترانيجيات بالبنتاجون .
والملفت أن سوريا استقطع منها الاقليم الكردي وكذلك ايران , لدولة كردية , وتقسيم العراق يبدو أنه بدأ ينفذ بدولة سنية بالغرب السني , وتمدد الجنوب والوسط الشيعي جنوبا لساحل الخليج العربي الغربي إلى الإمارات , ويلاحظ أن عمان و قطر فقط تم استثناؤهما من المخطط حيث تبدو باللون الأخضر , والكويت استقطع منها جزءاً , والبحرين بقيت كما هي , واقليم الأحواز العربي شرق الخليج العربي ضم لما أسموه بالدولة الشيعية العربية ,و لتسيطر على الخليج من ضفتيه الشرقية والغربية ومن الطبيعي أن تكون دولة اسمية تحت النفوذ الايراني
في حين انتزعوا سواحل الخليج العربي بما فيه حقول البترول , وشمال البحر الأحمر ما أسموه الدولة السعودية المستقلة ! وبقي ساحل الجنوب , ومنحوا لليمن امتدادا الى الشمال داخل أراضي المملكة بخلاف الخارطة الحالية .
وختاما أعتقد أن الوثيقة تم تسريبها فقط لذر الرماد في العيون , ومن الطبيعي ما كانت لِتصل لعامة الناس قبل أن يكون أطلع عليها اصحاب القرار بالدول العربية , فما موقفهم منه , وهل هذا التقرير المسرَّب يمثل حُلُما أميركيا يخضع لردود الفعل شعبياً ورسمياً , أم أنه مرهونٌ بنجاحها بالتوصل لسلام نهائي بين الفلسطينيين والاسرائليين , وتقوم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية , مع اقتطاع غور الأردن مقابل تخلي اسرائيل عن المستوطنات , فما يظهر بالخارطة ان حدود اسرائل سيكون بحدود عام الرابع من يونية حزيران عام 1967 م , وامتداد لبنان ليلتهم السواحل السورية وتقوم حينها دولة علوية تشمل الدروز وتسمى لبنان الكبير .
المؤكد أن من وضعها كان تركيزه على حرمان المملكة من ثقلها الاقتصادي , والاسلامي وتحويلها لدولة دون منافذ بحرية عدا بجزئها الجنوبي لا ستحالة أن تنشأ فيها صراعات كما بدول الريع العربي , وربما بل من شبه المؤكد أن المخططين الاستراتيجيين من خبراء وعسكريين تحت تأثير ” الهيروين ” الايراني غير النقي …