عاد لبنان إلى الواجهة الإعلامية مجدّداً، حيث توقّع المراقبون أن الصراع السوري داخلٌ إلى لبنان بشكلٍ فعلي، وذلك بسبب تدخُّل حزب الله في سوريا وجرّ لبنان الهش في أتون صراعٍ أكبر وأعمق حجماً منه, خصوصاً أن حكومة نجيب ميقاتي مستقيلة منذ أكثر من 8 أشهر، وباتت حكومة تسيير أعمال، ووزراؤها متورّطون في فساد مالي, بانتظار تشكيل حكومةٍ جديدةٍ، وتشترط قوى 8 آذار وحزب الله أن يكون لهما ثلث معطّل في الحكومة، أي يستطيعون رفض أيّ قرارٍ تصدره الحكومة، وهو ما رفضته قوى 14 آذار؛ باعتباره هيمنة على قرار الدولة.
من جهة أخرى، ألقت مخابرات الجيش اللبناني القبض على ماجد الماجد، المطلوب لدى السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والمطلوب لدى الجهات اللبنانية، حيث يعد المسؤول الأول عن تفجير السفارة الإيرانية.
وذكرت مصادر صحفية لبنانية أنه أُلقي القبض على ماجد الماجد في أثناء وجوده في مستشفى في لبنان للعلاج من إصاباتٍ خطيرةٍ لحقت به في أثناء الاشتباكات مع قوات النظام السوري في لبنان، وأن المخابرات الأمريكية هي التي مرّرت موقع المتهم في أثناء وجوده في لبنان.
وأثارت إيران حفيظة السعودية بعد طلبها التدخُّل والتحقيق مع المعتقل ماجد الماجد، حيث رفضت السعودية بشكلٍ قاطعٍ تحقيق إيران مع المتهم ماجد الماجد؛ كونه مواطناً سعودياً، وذلك بحسب صحيفة الجمهورية اللبنانية، حيث رأت الصحيفة أن ماجد الماجد، قد يزيد توتير العلاقات بين طهران والرياض، ويدخل الجيش اللبناني في حرجٍ كبير.
من جهتها، قالت صحيفة “الوطن” السعودية، ان الماجد المنتمي لكتائب عبد الله عزام متورّطٌ في مخطط لاغتيال السفير السعودي في لبنان علي عسيري.
وقال السفير السعودي في لبنان في تصريحات إعلامية متداولة: إن ماجد الماجد متورّط في هجماتٍ إرهابيةٍ ضدّ السعودية قبل أن يستهدف السفارة الإيرانية، حيث مازال في قائمة المطلوبين التي أصدرتها الداخلية السعودية عام 2009 ويحمل الرقم 69 في القائمة.
وذكرت مصادر أن ماجد الماجد تسلل إلى اليمن، وانضم إلى “القاعدة” هناك، ودأب على التخطيط لتنفيذ هجمات ضدّ السعودية، وقالت إن الماجد مكث في إيران مع مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة.
يأتي ذلك تزامناً مع انفجارٍ كبيرٍ، أمس، هزَّ الضاحية الجنوبية في لبنان، معقل حزب الله، والمربع الأمني الأول في حارة حريك، الذي يحتوي على منازل الصف الأول من قياديي حزب الله، مثل: نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، الذي يبعد بيته عن موقع الانفجار عشرات الأمتار، في خطوةٍ رآها محللون على أن حزب الله بات مخترقاً ومنهكاً بسبب تدخّله في الصراع السوري، حيث فقد أكثر من 300 فرداً من أكبر كوادره وخبرائه منذ تدخّله، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وتوقّع مراقبون أن العدد أكبر من ذلك، حيث رأى حزب الله بدأ يكتوي بنار تورُّطه في سوريا.
فيما أكّد ذلك سعد الحريري رئيس كتلة 14 من آذار ورئيس الوزراء السابق للبنان الذي أدان الانفجار، وصف ضحايا انفجار الضاحية الجنوبية بأهم ضحايا التدخُّل في الحروب الخارجية، في إشارة إلى حزب الله وتورّطه في المستنقع السوري.
من جهته، فجّر مركز مئير أميت الإسرائيلي للدراسات الاستخباراتية والإرهاب مفاجأة قوية فيما يخصّ الصراع السوري، حيث قال إن عدد المقاتلين الشيعة في سوريا يتجاوز عدد المقاتلين الأجانب في صفوف المعارضة، حيث قدّر عدد المقاتلين الشيعة بأنه يراوح بين 7 آلاف مقاتل وأكثر من 8 آلاف مقاتل.. بينما عدد المقاتلين العرب المنضمين للمعارضة يراوح بين 6 آلاف و7 آلاف مقاتل بينهم ألف مقاتل قُتلوا أو أُصيبوا.
ويكشف الموقع الإسرائيلي كذب الادعاءات والمخاوف الغربية من تنظيم القاعدة وتضخيم دورها من أجل التوقف عن تسليح المعارضة.
وهو ما حذّر منه الأمير محمد بن نواف السفير السعودي في بريطانيا، في مقالٍ نشرته “نيويورك تايمز”، حيث قال إنه “من السهل للبعض استعمال تهديد (القاعدة) بأعمال إرهابية كحجة للتردّد أو لعدم التحرُّك “وأكّد دعم المملكة للجيش السوري الحر والمعارضة السورية.
واعتبر أن الوسيلة لتحاشي تمادي التطرُّف في سورية وفي أماكن أخرى تكون بدعم الاعتدال مالياً ومادياً؛ وعسكرياً إذا تطلب الأمر ذلك.
وجاء تفجير أمس قبل أقل من أسبوع من اغتيال الوزير السابق محمد شطح، والمحسوب على قوى الرابع “14 من آذار” بقيادة الحريري, وسط حملة تشكيك كبيرة يقودها إعلام حزب الله ضدّ الدعم السعودي للجيش اللبناني بصفقة تجاوزت 3 مليارات دولار.. متسائلين عن الهدف من هذا الدعم ومحذرين من أمور لا تُحمد عقباها، بسبب ما يرونه من إمكانية حصول صدامٍ مع الجيش مستقبلاً بسبب تحريض إقليمي.
وكان موقع ديفنيس نيوز الأمريكي والمتخصّص في الشؤون العسكرية، قد وصف الدعم السعودي للجيش اللبناني، بأنه وضع السياسة الخارجية الإيرانية في امتحان صعب تجاه لبنان.. واصفاً الدعم العسكري السعودي للبنان، بأنه الدور الأكثر نشاطاً للسياسة السعودية في الشرق الأوسط.
ورأى الموقع أن الجيش اللبناني هو واحدٌ من المؤسسات القليلة في لبنان والتي لا توجد فيها انقسامات طائفية، لكنه يعاني نقص التسليح.