غابت شمس اليوم الثامن لتقضي “لمى الروقي” أسبوعاً في بئر بوادي الأسمر (30 كلم من محافظة حقل التابعة لمنطقة تبوك)، دون أن تتمكن فرق الدفاع المدني من استخراجها حتى الآن، وسط ترقب أسرتها وعشرات الآلاف من المتابعين.
“سبق” رصدت بالصور على مدى أسبوع كامل أبرز الأحداث التي حصلت في بئر وادي الأسمر حيث الطفلة “لمى”، والمحاولات المستمرة من إدارة الدفاع المدني بتبوك والفرق المشاركة معها لاستخراجها من البئر.
ومنذ سقوط “لمى” ومعدات الدفاع المدني لا تتوقف ليل نهار وعلى مدار الساعة سعياً لاستخراجها من البئر التي سقطت فيها أثناء تنزه أسرتها الجمعة الماضية.
ورغم تلك الجهود يواجه “مدني تبوك” في كل يوم صعوبات تحول دون استخراج الطفلة، من بينها الرياح؛ إذ فوجئت الفرق في وقت سابق برياح شديدة تسببت بسقوط الأتربة والصخور؛ ما أضطر معه قائد الموقع لسحب الفريق خوفاً من حدوث مشاكل تعيق عمليات البحث.
وبعد أن عاود العمل واجهوا صعوبة أخرى، تمثلت في ارتفاع مستوى الخطورة على العاملين بعد أن وصلوا إلى عمق 30 متراً، ثم استأنفوا العمل.
لكن الفريق واجه اليوم الجمعة طبقة صخرية عند نقطة النهاية، التي يتوقع العثور على “لمى” بها؛ ما يتطلب إزالة مرتفع ترابي، يهدد حياة المنقذين في حالة إزالة الصخور، وقامت بإزالته، وواصلت توسعة الطريق لإنزال الفرار بالقرب من فوهة البئر.
كما أن طبيعة الأرض الخطرة فاقمت الصعوبات التي تواجه الدفاع المدني بسبب الانهيارات المحتملة في أي لحظة، فضلاً عن برودة الطقس التي تصل درجاتها لمستويات متدنية.
وعلى الرغم من كل هذا فإن فرق الدفاع المدني تواصل عملها مؤكدة أن عمليات استخراج الطفلة لن تتوقف، وعلى مدار الساعة.
وتتابع أسرة “لمى” لحظة بلحظة تفاصيل عمليات البحث لاستخراج ابنتهم؛ إذ يوجد في الموقع منذ الجمعة الماضية وحتى اليوم والد الطفلة وأقاربها.
والبئر التي سقطت فيها “لمى” هي بئر خيرية، حفرها أحد الأشخاص قبل ثماني سنوات، إلا أن أحدى الجهات اعترضت عليه؛ ما دعاه للتوقف؛ لتبقى البئر مصدر خطر على مدى ثماني سنوات، وسط غياب الجهات المعنية التي تهاونت في إغلاقها بشكل صحيح، وتهاونت أيضاً في إلزام صاحب البئر بإغلاقها حتى سقطت فيها “لمى”؛ ليسجل سقوطها قصة ألم لن تنسى.
وأقامت “صحة تبوك” مستشفى ميدانياً في الموقع الذي يوجد فيه فرق الدفاع المدني، مكوناً من فريق من الأطباء والمسعفين والفنيين وسيارتي إسعاف عاليتَي التجهيز بهدف تقديم الخدمة الإسعافية للعاملين في الموقع وذوي الطفلة الموجودين مع الفرق.
وهناك سائقون متطوعون من أهل محافظة حقل القريبة من وادي الأسمر يقومون بعمل جبار في عمليات استخراج الطفلة، من خلال معداتهم وآلياتهم، ومن خلال معدات الشركات الخاصة طيلة الأسبوع الماضي حتى الآن.