هذه المعلومات التي كشف عنها شاهدا عيان أمام الجهات المختصة بالتحقيق في حادث مطاردة الفَجر، الذي ذهب ضحيته وافد “سوداني” وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم في العناية المركزة، وتؤكد أن الشاهدين جاهزان للإدلاء بأقوالهما في القضية طبقاً لتصريحاتهما المسجلة .
تفاصيل جديدة كشفها المواطن فهد المطيري عن مطاردة الفَجْر بين دوريتَيْن أمنيتَيْن وقائد “سوناتا” متهور، التي تسبَّب في وفاة “سوداني” وإصابة 4 آخرين فَجر الجمعة الماضي بالرياض، فيما شُيّعت جنازة القتيل السوداني في مقبرة النسيم بعد أداء صلاة الميت عليه بجامع الراجحي شرق الرياض.
وقال “المطيري” إنه كان أحد ركاب السيارة “الأكورد” التي كان يقودها صديقه السوداني، الذي لقي مصرعه، وشاهدٌ على الحادث بتفاصيله كاملة.
مضيفاً بأن “السوداني كان يسير على المسار الأيمن بطريق الدائري الغربي، وجاءت سيارة من نوع “سوناتا “مظللة، ولونها رصاصي غامق فصدمت السيارة التي نستقلها من الخلف؛ فانحرفت سيارتنا، وصدمنا ٣ سيارات أو ٤”.
وأوضح أنهم شاهدوا دوريتين تلاحقان صاحب “السوناتا”.
وأضاف “المطيري” قائلاً إنه الوحيد الذي لم يتضرر من الحادث، ولم يصب بأي أذى، وقال: “نزلتُ من السيارة “الأكورد” بعد أن صُدمت لأسعف أصدقائي الذين كانوا معي في السيارة، وصادف نزولي مرور الدورية الثانية التي كانت تطارد “السوناتا”، وكانت سرعتها بطيئة بسبب الحادث، فطلبت منها الوقوف لإنقاذ المصابين، خاصة أن قائد “الأكورد” السوداني إصابته كانت خطيرة جداً، وشاهدت جزءاً من مخه يخرج من رأسه، لكنه – للأسف – أطفأ أنوار الدورية، وتركنا وواصل سيره. علماً بأن الحادث وقع في مخرج ٢٤ بشارع الترمذي”.
وهذا الكلام أكده صديقه عبدالرحمن الكندي (يمني الجنسية)، الذي كان من ركاب (الأكورد)، وهو أحد المصابين في الحادث، وإصاباته في ظهره وصدره وأنفه؛ إذ أكد في روايته أنه شاهد دوريتين أمنيتين كانتا تطاردان السوناتا، وعندما وقع الحادث تم إطفاء (السفتي) الخاص بالدوريتين، وغادرتا المكان.
ويضيف المطيري قائلاً: بعد الحادث اتصلت بزميلَيّ (عايد) و(صقر) – تم التحتفظ باسميهما كاملين – وطلبت منهما الحضور فوراً؛ لأننا عملنا حادثاً، وهناك وفاة ومصابان، أحدهما حالته صعبة جداً؛ فجاءا على الفور، وعندما سألاني عن ظروف الحادث قصصتُ لهما قصة المتسبب (صاحب السوناتا) الفضية المظللة، وعلى الفور قالا لي إنهما شاهداه وساعداه في الوصول إلى منزله، وإنهما يعرفان عنوان منزله؛ فطلبت منهما إبلاغ الشرطة فورا ؛ لأن الدوريات الامنية والمرورية تبحثان عن المتسبب في الحادث.
ويكمل فهد المطيري القصة قائلاً: اتصل زميلاي “عايد” و”صقر” بالدوريات الأمنية، وتم إبلاغها بالمعلومات عن عنوان المتسبب (صاحب السوناتا) الهارب، وتم القبض على المتسبب في الحادث.
بتوثيق الحادث تنشر مقطع فيديو، يتضمن رواية شاهدَي الإثبات على الحادث، وهما ممن كانوا في السيارة “الأكورد” التي كان يقودها المتوفَّى عمر الطيب (سوداني)، وهما فهد المطيري وعبدالرحمن الكندي، فيما يرقد المصاب الثاني عبدالرحيم مرتع (يمني الجنسية) في العناية المركزة بمستشفى الإيمان.
وكان مرور الرياض قد أعلن القبض على قائد وركاب “السوناتا” المتسببين في الحادث المروري الذي وقع بالقرب من مخرج ٢٦، عندما كان يسير قائد (السوناتا) بسرعة عالية وتهور؛ إذ اصطدم بسيارة (هوندا أكورد)، التي بدورها انحرفت واصطدمت بسيارتين أخريين، ونتج من ذلك وفاة شخص وإصابة أربعة أشخاص.
وأكد المرور أن قائد “السوناتا” هرب مباشرة دون توقف على السيارة نفسها، التي كان قد قام بتغطية لوحاتها بلاصق، وبعد تمشيط الأحياء المجاورة ساعات عدة تمت ملاحظة السيارة نفسها متوقفة في موقع بعيد عن الأنظار؛ فتم نقلها بعد رفع الآثار منها لتحليلها، واستمر البحث عن قائدها ومن يرافقه حتى تم الاستدلال على أحد المرافقين والقبض عليه، ويبلغ من العمر (٢٤ سنة)، وبالتحقيق معه اعترف بأنه كان مرافقاً مع صديقه، ومعهما آخر أثناء وقوع الحادث، وهربوا جميعاً، وتم التعرف على من كان يقود السيارة، وتم إحضاره والقبض عليه، واتضح أنه يبلغ من العمر (٢٦سنة)، وتم إيداع الأشخاص الثلاثة التوقيف لاستكمال إجراءات الحادث وإنهاء الحقوق الخاصة فيما يخص المتوفى، وكذلك باقي التلفيات التي تسبب بها السائق الهارب، ومن ثم النظر فيما يصدر عليهم من عقوبات فيما يخص الحق العام.
وقد نفى قائد السيارة السوناتا مطاردة الدوريات الأمنية له، وأكد أنه لم تتم مطاردته من أي جهة، وأنه لم يكن يمارس التفحيط؛ إذ كان بالأصل يسير على الطريق الدائري المزدحم بالسيارات مسافة طويلة، وكل ما قام به أنه كان متهوراً أثناء قيادته حتى وقع الحادث وهرب بعده مباشرة.
رابط الفيديو