أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن خادم الحرمين الشريفين نقل التعليم النسائي في السعودية نقلةً مذهلةً، حيث استشهدت الصحيفة بآراء عديدٍ من النساء في الحرم الجامعي لجامعة نورة اللاتي وصفنها بأنها “القفص الذهبي”، فيما بينت الصحيفة أن قطاع التوظيف مخيّب لآمال المرأة السعودية، مبينة نقلاً عن البنك الدولي، أنه إذا لم يتم إصلاح سوق العمل فسيكون أكثر من مليون شاب بالمملكة عاطلاً بعد خمسة أعوام من الآن.
جاء ذلك عبر تقرير نشرته الصحيفة الأمريكية نقلاً عن وكالة “أسوشيتد برس” ركّز على الجانبين الاجتماعي والاقتصادي للسعودية، والتوقعات في الأعوام الخمسة المقبلة، خاصة من الناحية الاقتصادية.
وتغنى التقرير بالصرح الضخم والعملاق لجامعة الأميرة نورة في الرياض، وقال إن السعودية أنفقت مليارات الدولارات لتحسين تعليم المرأة، وهي جزءٌ من حملة أوسع لتمكين الشباب السعودي للدخول في سوق العمل والتأقلم فيه.
واعتبر أن هذا يعني تحسين مرافق الجامعات وتطوير برامج البحث وغيرها، لافتاً إلى أن هناك توسعاً في المناهج الدراسية للنساء.
وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نقل التعليم النسائي في السعودية نقلةً مذهلةً بشكلٍ تدريجي، وألقى التقرير نظرةً داخل الجامعات النسائية تظهر كيف تغيّر الوضع عمّا كان عليه قبل عشرة أعوام، وقال: تظهر جامعة الأميرة نورة كيف تركز المملكة على حشد التعليم المنفصل بين الجنسين، وتوضّح التباين الأكثر بين الحرم الجامعي والحياة في الشوارع.
وأوضح أنه في عام 2011 تمّ افتتاح الحرم الجامعي للأميرة نورة، حيث باتت هذه الجامعة قادرةً على استيعاب 50 ألف طالبة جنباً إلى جنب مع مستشفى ومكتبة مذهلة معمارياً.
ويضم مجمع الجامعة مباني للفن والرياضة مع بركة سباحة وصالة ألعاب رياضية، ومضمار جري في الأماكن المغلقة والهواء الطلق وملاعب رياضية مترامية الأطراف.
وقال إن هذه الجامعة تعد تحولاً كبيراً، حيث إن الجامعة بها نوافذ توفر الخصوصية وجسور للمشاة مغلقة وأربعة خطوط مترو وساحات كبيرة داخل الحرم الجامعي.
وذكر أن هذه الميزات تضمن وتوفر للنساء خصوصيةً تامة، وهو أنه لن يستطيع أحدٌ من السائقين الذكور والشرطة دخول الحرم الجامعي.
واستشهد التقرير بآراء عديدٍ من النساء الشابات في الحرم الجامعي اللاتي وصفن الجامعة بأنها “القفص الذهبي”.
وأضاف التقرير أن الدفعة القوية التي تلقاها التعليم النسائي من الملك عبد الله رفعت سقف طموحاتهن وتوقعاتهن، لكن قطاع التوظيف يعد ضعيفاً فيما يخص الجانب النسائي.
وتحدّث التقرير عن أن نسبة النساء في التعليم الجامعي هي 58%، لكن النساء يشغلن فقط ثلث وظائف القطاع العام، حيث التعليم والتمريض هما الوظائف الأبرز في المجتمع السعودي، أما بخصوص الوظائف في القطاع الخاص فهي متدنية جداً، وهي من رقم واحد وفي خانة واحدة.
وتحدث التقرير عن مناهج التعليم النسائية، حيث إنها تطورت، لكنها ليست بالقدر الكافي، ومازالت النساء لا يستطعن دراسة بعض التخصّصات مثل الهندسة.
وحول المجتمع السعودي الشاب ذكر التقرير أن ثلث سكان المملكة تحت 15 عاماً، والنصف من سكان السعودية تحت سن 26 عاماً.
وأضاف التقرير، نقلاً عن البنك الدولي، أنه إذا لم يتم إصلاح سوق العمل فسيكون أكثر من مليون شاب عاطلاً بعد خمسة أعوام من الآن.
وتحدث التقرير عن أن مستوى البطالة لدى الشباب السعودي 12%، وأن القطاع الخاص يقع تحت سيطرة العمال الأجانب، مشيراً إلى أن 10% من الشباب السعودي فقط يعملون في القطاع الخاص، حيث يفضل السعوديون الوظائف الحكومية.
ولفت التقرير إلى الإنفاق السخي للدولة الثرية على التعليم، حيث أُنفق العام الماضي ما يقارب 45 مليار دولار، ويتوقع أن تنفق أكثر خلال موازنة العام المقبل وفقاً لمجموعة أكسفورد للأعمال.
وأضاف أنه أُنشئت خلال العامين الماضيين أكثر من 1200 مدرسة ومنشأة تعليمية تشمل معاهد وكليات وجامعات.
وأشار التقرير إلى أن الدولة لديها خطط طموحة وتموّل التعليم من ثرواتها النفطية لتجويده ولكي يكون مناسباً لسوق العمل، حيث تريد السعودية أن تدفع الشباب إلى القطاع الخاص بدلاً من الوظائف الحكومية الممولة من النفط.