كشفت الأرقام التي اطلعت عليها “احد المصادر” من بيانات وزارة الصحة أن عدد مستشفيات منطقة جازان بلغ 21 مستشفى، بينما وصل عدد الأسرّة – وفقًا للأرقام المعلنة عند الافتتاح – 2225 سريرًا لكل المستشفيات قبل أن تفقد المنطقة 150 سريرًا منها بسبب تعثر ترميم مستشفى جازان العام؛ ليصبح العدد 2075 سريرًا فقط.
ويتضح من ذلك حجم المعاناة عندما بلغ عدد مراجعي مستشفيات منطقة جازان مليون مراجع خلال تسعة أشهر فقط من العام الماضي 1439، المتمثلة في الزحام والمواعيد الطويلة والتوجه للمستوصفات الخاصة.. والسخط من الخدمات الصحية بجازان.
وتفصيلاً، فقد كشفت أرقام السعة السريرية في منطقة جازان للمستشفيات الحكومية مقارنة بأعداد المراجعين عن سر المعاناة والتذمر والسخط من بعض المواطنين من المواعيد البعيدة لإجراء العمليات، أو الانتظار في الطوارئ ساعات وأيامًا، وذلك إضافة إلى عدم وجود الإمكانيات لعلاج بعض الأمراض في المنطقة، وفق شكاوى عدة، وهي من أسباب سفر 1000 مريض تقريبًا أسبوعيًّا من أجل تلقي العلاج خارج منطقة جازان، وفق إحصائية أُعلنت سابقًا.
وفي جانب أرقام الولادات أيضًا بات الأمر يكشف عن حاجة ماسة لإنهاء المعاناة التي تعيشها الأمهات في منطقة جازان، والتنقل بين المستشفيات قبل أن تدهم بعضهن الولادة على أبواب المستشفيات أو في السيارات.. وهو الأمر الذي بات مقلقًا في ظل تعثُّر مستشفى الولادة بجازان، حتى في حين بلغت الولادات أكثر من 15 ألف حالة ولادة خلال ٩ أشهر من العام الماضي فقط.
وبمقارنة 2075 سريرًا بعدد سكان المنطقة، الذي يصل إلى أكثر من مليون وستمائة ألف نسمة، فإنه أمر صعب وفقًا لما يراه مهتمون متخصصون، أكدوا لـ”سبق” في مجمل حديثهم أن العدد لا يمكنه استيعاب المرضى من سكان المنطقة، مشيرين إلى أن المرضى المراجعين الذي بلغوا مليونًا خلال ٩ أشهر ليسوا جميعهم مرضى سكان المنطقة، بل بينهم الزوار الذين يتوافدون إليها، وليس جميعهم يحتاجون لتنويم.
وأضاف المهتمون: الأمر الواقع يتمثل في عدم وجود أسرّة شاغرة في رد متكرر للمرضى والمراجعين منذ سنوات في جازان، مهما كان عددهم قليلاً أو كثيرًا، وفقا لما يراه المهتمون. مؤكدين أن هناك مشروعات لا يمكن نكرانها، ولها أثر، ولكن المنطقة بحاجة إلى أكثر بكثير من الموجود حاليًا من أسرّة، وزيادة أطباء التخصصات النادرة، كالأورام والقلب والمخ والأعصاب، إضافة إلى غيرها، في ظل بلوغ عدد مراجعي العيادات الخارجية 640 ألفًا خلال تسعة أشهر فقط.
وبالعودة إلى أرقام المراجعات وعدد المستفيدين من الخدمات الصحية بمنطقة جازان، وفق ما أعلنته الصحة في بيانها في نوفمبر الماضي، فقد قدمت خدماتها لأكثر من مليون مستفيد، بينهم 15 ألف حالة ولادة، و57 ألف حالة غسيل كلوي، و17 ألف عملية، وأكثر من 450 ألف فحص إشعاعي، وغيرها من الأرقام التي تكشف عن حجم الحاجة والضغط المتزايد على المستشفيات.
يُشار إلى أنه في منطقة جازان 21 مستشفى، ولكن – وفقًا للمعلومات المتوافرة – السعة السريرية لا تعمل بالكامل وفق الأرقام؛ وذلك بسبب أعمال صيانة، أو لأسباب أخرى. ومن تلك المستشفيات 10 مستشفيات بسعة 50 سريرًا فقط، تعاني معظمها ضغوطات كصبيا العام الذي يعمل وحيدًا لمراجعي محافظتَيْ صبيا وهروب التي يسكنها ما يزيد على 450 ألف نسمة.
ومجمل مستشفيات جازان هي: مستشفى الملك فهد، مستشفى الأمير محمد بن ناصر، مستشفى صبيا وأبو عريش وضمد وبيش والدرب والريث والعيدابي وفرسان والطوال والأحد وصامطة والداير وجازان والصدرية والأمل والصحة النفسية، مستشفى العارضة، مستشفى فيفاء، مستشفى الموسم ومستشفى الحرث العام.
وعن المعاناة من السعة السريرية يقول المواطن عبد المجيد العريبي: يعاني أهالي جازان أحيانًا عدم تلقي العلاج في مستشفيات المنطقة. ومن أهم الأسباب عدم القدرة على استيعاب المرضى؛ فتجد عددًا كبيرًا من المواطنين يتجهون للمناطق الأخرى، خاصة من لديه أقارب في تلك المناطق، أو القدرة على تكاليف السفر والسكن هناك.
ويضيف: كذلك تعاني جازان عدم وجود مستشفيات متخصصة كبقية مستشفيات بعض المدن الأخرى، كمستشفيات للنساء والأطفال، ومستشفيات العيون، ومستشفى تخصصي.
ويقول محمد الأمير: حصلت لي قصة قبل سنتين تقريبًا عندما أوشكت زوجتي على الولادة؛ إذ توجهت إلى مستشفى الملك فهد بجازان، ولكن مكثت وقتًا في الطوارئ، ولم يلتفت أحد لها.
وأضاف: مرّ الوقت وهم يرددون “اصبري حتى يتوافر سرير”، في حين هي موشكة على الولادة؛ فاضطررت إلى أخذها من هناك، وذهبت بها إلى مستشفى صبيا؛ لأن الوضع لا يحتمل تأخيرًا.
وتابع: لا بد من تجهيز مستشفى النساء والولادة في المنطقة، وزيادة الأسرّة في باقي مستشفيات المنطقة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من حالات الولادة؛ لأن منطقة جازان تعتبر من أعلى مناطق السعودية في حالات الولادة يوميًّا.
وقال: كلي ثقة في حكومتنا الرشيدة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ووزير الصحة للنظر فيما تعانيه المنطقة من الخدمات الصحية.
وأبدى عدد من المواطنين تفاؤلهم بأن تزداد السعة السريرية لمستشفيات المنطقة من خلال توجيهات المقام السامي للمجلس الصحي السعودي لدراسة الوضع الصحي في منطقة جازان. فيما أكد المواطنون أن افتتاح مستشفى العارضة ومستشفى الدرب والمستشفى التخصصي لن يزيد عدد الأسرّة على 600 سرير في ظل الحاجة لأكثر من ذلك بكثير مقارنة بالأرقام التي كشفتها الصحة، ومن واقع معاناة المواطنين وحديث المهتمين.
ومن واقع حق الرد للصحة، وحق المواطن في معرفة المعلومات من صحة جازان، ومصير السعة السريرية، استعرضت “احد المصادر” الموضوع مع المتحدث باسم الصحة في جازان إلا أنه لم يرد منذ أيام عدة.