تواصل “مصادر” كشف المزيد من كواليس قضية الطفل منصور مكرشي ضحية البتر والتي دارت أحداثها قبل نحو العام ولا تزال مستمرة في أروقة المحاكم؛ حيث كشف تقرير صادر من صحة “جازان” قبل التحويل للمحكمة عن مفاجأة مدوية؛ تتمثل في إدانة الكادر الطبي المتابع للحالة بعد تبرئته وأيضًا اتهامه بمخالفة نظام مزاولة المهن الصحية.
وجاء نص التقرير تحتفظ “احد مصادر” بنسخة منه بحسب رأي المتابعة الفنية بصحة جازان وبعد دراسة ملف الشكوى وإفادة الأطباء والاطلاع على التقارير الطبية الصادرة من مستشفى مستشارك وكذلك المستشفى السعودي الألماني بعسير والرأي الاستشاري الطبي الذي أفاد بأن المريض لم تتم متابعته لمدة ثلاثة أيّام.. وعليه نرى أنه يوجد تقصير من قِبل الفريق المعالج للطفل؛ يتمثل في عدم متابعة حالة الذراع بصفة دورية خلال فترة تنويمه وبذلك يكونون قد خالفوا نظام مزاولة المهن الصحية في مادته التاسعة والتي تنص على أنه يجب أن يستهدف العمل الطبي دائمًا مصلحة المريض.
ورأت أن الكادر المعالج خالف المادة الخامسة عشرة من النظام نفسه والتي تنص على أنه يجب على الممارس الصحي أن يجري التشخيص بالعناية اللازمة مستعينًا بالوسائل الملائمة وبمن تستدعي ظروف الحالة الاستفادة منهم من الاختصاصيين والمساعدين، وبذلك يكون قد خالف أيضًا المادة السادسة والعشرين من النظام نفسه، والذي ينص على أن التزام الممارس الصحي الخاضع لهذا النظام هو التزام بذل وعناية يقظة تتفق مع الأصول العلمية المتعارف عليها.
وتضمن أنه تم مخالفة المادة 27 والتي تنص على أن كل خطأ مهني صحي صدر من الممارس وترتب عليه ضرر للمريض، يلزم من ارتكبه بالتعويض والذي تحدده الهيئة الصحية الشرعية.
وقالت المتابعة الفنية عليه نرى إحالة كامل الملف إلى الهيئة الشرعية لإكمال اللازم.
وكانت الهيئة الصحية الشرعية بجازان قد ردت الدعوى وبرأت الكادر الطبي من تهمة بتر يد الرضيع منصور مكرشي، وذلك بناء على تقرير من الرأي الطبي والذي اكد أن ما حصل للطفل عبارة عن خثرة دموية شريانية نتيجة لإدخال القسطرة الوريدية في الساعد؛ وبالتالي موت الطرف، وهذا يعد في المفهوم الطبي اختلاط مضاعفات نتيجة تخريش جدار الشريان، الذي لا يمكن تجنبه بسبب صغر وزن الطفل؛ وعليه فقد تم الحكم برد الدعوى، وأنه لا يدخل ضمن الأخطاء الطبية، مع منح والد الطفل حق التظلم في ديوان المظالم في الفترة المحددة بستين يومًا.
وتعتزم أسرة الطفل التقدم بدعوى أخرى مماثلة إلى ديوان المظالم؛ حيث أشارت مصادر مقربة منها إلى احتفاظها بنسخة من التقرير، والذي جاء متناقضًا مع التقرير الأخير المقدم للمحكمة.
يُذكر أن قضية الطفل “منصور” تعود تفاصيلها إلى ما قبل نحو العام، وذلك عندما ظهرت بقعة سوداء من الدم المتجلط في كف يده؛ بسبب إبرة وُضعت له بالخطأ في مستشفى أبو عريش العام؛ فتسببت في بتر كفه بعد نقله إلى أحد المستشفيات الخاصة في عسير.