العالم صغير حقيقة، فمن بين قطع بحرية تملكها الولايات المتحدة بالمئات، اختارت بالصدفة ربما، سفينة سعودية أصلاً لتدمير 1295 طناً من سلاح سوريا الكيمياوي بعرض البحر، وهو ما علمته “العربية.نت” عند جمعها لمعلومات عن السفينة التي كانت مسجلة سعودياً باسم مختلف، وتغير حين أصبحت أميركية.
التفاصيل عن MV Cape Ray (T-akr 9679) التي ستبحر قريباً نحو هدفها الكيمياوي، نقرؤها في مواقع عدة، ومنها Usni news الشهير كمتخصص بأخبار السفن، أو غيره مما يمكن زيارته “أون لاين” بعد بحث بسيط عن اسمها القديم Saudi Makkah والحالي معاً، لمعرفة ماضيها كسفينة شحن سعودية مرت على بيعها 20 سنة، ثم اختارها القدر هي بالذات لتجرد النظام من أخطر سلاح استهدف به شعبه، فتفككه على مرأى من العالم وتجعله كأنه لم يكن.
بدأت باسم MV Seaspeed Asia حين صنعتها شركة “كوازاكي” اليابانية في 1977 بعرض 32 وطول 198 متراً، وقدرة على نقل 35 ألف طن، وحين اشترتها “الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري” المعروفة باسم “بحري” اختصاراً، غيرت اسمها في 1981 إلى “سعودي مكة” وضمتها إلى أسطولها التجاري، فخدمت فيه 12 سنة تقريباً، ثم باعتها لدائرة النقل الأميركية التي حولتها إلى البحرية.
صورة وحيدة في قناة السويس
السفينة البالغة سرعتها 16.6 عقدة بالساعة، أي يومياً 738 كيلومتراً، وبإمكانها بلوغ الساحل السوري بأسبوعين من مينائها الأميركي، اشترتها الولايات المتحدة في 1993 من “بحري” السعودية، وغيّرت اسمها إلى MV Cape Ray (T-akr 9679) حين ضمتها بعد عام إلى “قوة الاحتياطي الجاهزة” أو Ready Reserve Force في البحرية التي أجرت عليها تعديلات.
ولم تعثر “العربية.نت” إلا على صورة واحدة واضحة للسفينة حين كانت تملكها “بحري” السعودية، وتم التقاطها في 1991 حين كانت “سعودي مكة” تعبر قناة السويس عائدة إلى مقرها ذلك الوقت في الدمام، بالمنطقة الشرقية، وهي التي تنشرها كرئيسية مع صورة أسفلها بعد أن أصبحت أميركية باسم مختلف. كما في موقع Navysite الأميركي، وهو شهير أيضاً، معلومات عن ماضي “كيب راي” السعودي.
أما أحرف NSCSA على هيكلها في الصورة، فهي للأحرف الأولى من الاسم الإنجليزي للشركة السعودية، أي National Shipping Company of Saudi Arabia التي امتلكت سفينتين باسم “سعودي مكة” في أسطولها التجاري، والثانية باعتها في 2001 لشركة أرجنتينية، وتعرضت في 1996 لاصطدام شهير بغواصة أميركية نووية، وتفاصيله متوافرة بكثرة “أون لاين” لمن يرغب بالمزيد.