حسين صيرم - جازان فويس :
واصل نادي القراءة بعمادة شؤون الطلاب في جامعة جازان برنامجه الموسمي “الرصيف الثقافي” الذي يستضيف سنويا عدداً من الشخصيات الثقافية والأدبية والاجتماعية للحديث عن تجاربهم وخبراتهم. وحلّ الأديب عمر طاهر زيلع مساء أمس ضيفاً على “الرصيف الثقافي” ضمن مشاركة الجامعة في المهرجان الشتوي العاشر، وذلك بمقر القرية التراثية أمام البيت الفرساني. وانطلق اللقاء الذي أداره الشاعر عطية خبراني وسط حضور عدد من المهتمين والمتابعين لمسيرة ضيف اللقاء الذي كان صريحاً وشفافا حول عدد من الأحداث والمحطات التي واجهها طوال مسيرته التي تتجاوز الخمسين عاماً، ووجه زيلع تحيته لزوجته وأفراد أسرته الذين حضروا معه “الرصيف الثقافي” وقال زيلع في بداية حديثه “عشت البارحة مع جائزة السنوسي عرسا جميلا، والليلة أعيش مع جامعة جازان وطلابها عرسا آخر” مضيفا أنه لابد من تعريف الحضور وبخاصة جيل الشباب على المسيرة الطويلة لمنطقة جازان وما تخللتها من أحداث عبر تاريخية وثقافية وما رافقها من تحولات اجتماعية كثيرة حتى أرسى الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- دعائم هذا الوطن وما تلا ذلك من نهضة سعودية في مختلف المجالات واصلت مسيرتها حتى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله-. وتطرق زيلع إلى الحديث عن علاقته بالشاعر محمد السنوسي منذ أن كان يعمل تحت إدارته في شركة جازان للكهرباء، مروراً بعدد من المحطات التي كانت تجمعه بالسنوسي، مؤكداً على أنه كتب عن تجربته الإبداعية والشعرية، وعن العلاقة التي امتدت بينهما لسنوات طويلة حتى وفاته وذلك من خلال كتابته لمقدمة المجموعة الكاملة للأعمال الشعرية للسنوسي التي طبعها نادي جازان الأدبي، مقدماً شكره لأمين جائزة السنوسي الشعرية الشاعر محمد يعقوب واختياره ضمن اللجنة الاستشارية للجائزة، متمنياً أن تنتشر مثل هذه الأعمال التي تخدم الجيل السابق وأن تكون هناك جائزة باسم الأديب الراحل محمد أحمد العقيلي. وتحدث زيلع عن حياته العلمية وتدرجه في المراحل التعليمية من الكتاتيب إلى المدارس النظامية الحديثة ولم يغفل الشخصيات التي تعلم على أيديهم ونهل من علمهم في مختلف التخصصات، وفضل والده عليه في علوم اللغة العربية والنحو والشعر، وعلل زيلع كثرة الشعراء بجازان على أنه نوع من التعويض عن الغياب. وعرّج زيلع على تجربته الإبداعية والأدبية والثقافية والفترة الثرية التي قضاها في نادي جازان الأدبي منذ أن كان عضواً ثم أمين سر مجلس النادي ورئيساً بعد ذلك، ومساهمته في تقديم العديد من الأسماء الإبداعية إلى المشهد الثقافي، وما حققه في النادي من إنجازات على مستوى طباعة الكتب وتنظيم الفعاليات المنبرية واستضافة العديد من الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافي والأدبي داخل وخارج المملكة في ذلك الوقت. وتحدث زيلع عن تجربته في مجال الكتابة الصحفية من خلال المقالات التي كتبها في عدد من الصحف والمجلات، حيث بدأ الكتابة في عكاظ في وقت مبكر باسم ابنته “أديبة” وذلك ما بين عامي 1389– 1395هـ، ثم باسمه الصريح بدءاً من عام 1398هـ، وصارت له زاوية ثابتة في صحيفة عكاظ بعنوان “أتق”، ونشر أول قصة له في جريدة الرياض بعنوان “الليل لا يمطر شعراً” صدرها المشرف على الملحق الأدبي بالرياض بقوله “صوت جديد”، ثم توالت قصصه تنتشر في معظم الصحف المحلية. إلى ذلك وعد الشاعر محمد يعقوب في مداخلته بأن تتولى أمانة جائزة السنوسي طباعة المقدمة التي كتبها زيلع عن السنوسي في إصدار خاص. حضر الرصيف الثقافي رئيس أدبي جازان الحسن آل خيرات، والشاعر أحمد عائل فقيهي والفنان التشكيلي على ناجع، والمشرف العام على العلاقات والإعلام والمؤتمرات بالجامعة الأستاذ علي خواجي، وعدد كبير من المهتمين، وفي نهاية اللقاء أهدى عميد شؤون الطلاب بالجامعة الدكتور عثمان حكمي ضيف الرصيف الثقافي درع الجامعة، واعدا بأن يواصل الرصيف الثقافي دعوة الأسماء الفاعلة والمؤثرة وتقديمها للأجيال الناشئة.