ناقش صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان ” ظاهرة العنف الأسري والحلول المقترحة ” , وذلك ضمن محاور الجلسة الأسبوعية بقصر سموه اليوم , بمشاركة مديري الإدارات الحكومية وعدد من المختصين والباحثين .
واستعرض سموه في كلمته خلال الجلسة أهمية الاستقرار الأسري في التنشئة السليمة للأبناء , والآثار السلبية المترتبة على العنف في زعزعة الاستقرار الأسري , لافتًا النظر إلى الدور الاجتماعي الهام لكافة القطاعات والمؤسسات المعنية بحماية الأسرة , فضلا عن الدور الحيوي للباحثين والمختصين .
وأبان سموه .. أن الله سبحانه وتعالى كرّم المرأة وحفظ حقوقها , وأوجب التعامل بالحسنى معها , كون المرأة هي الأم والأخت والزوجة والابنة , مستعرضًا سموه الدور الكبير للمرأة عبر التاريخ الإسلامي , إلى جانب دورها الكبير في رعاية الأبناء وتربيتهم وكذلك إدارة شؤون الأسرة , ومن ثمّ تنشئة أجيال نافعين لدينهم ومجتمعهم ووطنهم .
إثر ذلك تحدث مدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بمنطقة جازان علي بن أحمد الحربي عن وحدة الحماية الأسرية ودورها في رعاية ضحايا العنف الأسري , لافتا النظر إلى صدور نظام الحماية من الإيذاء عام 1434هـ , مشيرا إلى الفئات المستهدفة من نظام الحماية التي تشمل المرأة والأطفال حتى سنّ 18 عامًا وكبار السنّ المستضعفين .
وأضاف أن بداية الحماية في منطقة جازان كانت من خلال تأسيس لجنة الحماية عام 1425هـ , فيما تم اعتمادها ” وحدة الحماية ” عام 1436هـ , مستعرضًا أهداف وحدة الحماية في ضمان توفير الحماية من الإيذاء , وتقديم المساعدة والمعالجة والإيواء والرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية , واتخاذ الإجراءات النظامية بحق المعنف وأخذ حق المتعرضين للعنف , فضلا عن نشر التوعية بين أفراد المجتمع حول مفهوم الإيذاء , والعمل على معالجة الظواهر السلوكية في المجتمع التي تنبئ عن وجود بيئة مناسبة للعنف , مشيرا إلى أن عدد البلاغات لوحدة الحماية بجازان بلغت 580 بلاغاً تمت دراستها من قبل الفريق المتخصص ووضع الحلول المناسبة لكل بلاغ حسب نوع الإيذاء , حيث يتم التعامل مع الحالات بسرية تامة .
من جانبه تحدث رئيس فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة جازان أحمد بن يحيى البهكلي عن أنواع العنف الأسري التي تشمل العنف الجسدي واللفظي والنفسي والجنسي والاقتصادي , والعنف ضد الأطفال , مبينا أن الجمعية تستقبل العديد من الشكاوي والبلاغات عبر التقدم المباشر إلى فروعها ومكاتبها أو عبر الهاتف والبريد الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي , حيث يتم استقبال الحالات ودراستها واستقصائها والتواصل مع الأطراف للعلاج والاتفاق برعاية الجمعية كجهة وسيطة , أو التواصل مع الشؤون الاجتماعية أو الجهات الأمنية والصحية والقضائية في حالات أخرى .
وقدم عددًا من التوصيات لمواجهة ظاهرة العنف الأسري من خلال سرعة معالجة قضايا العنف الأسري , وتوفير دور حماية تحمي المعنفين والمعنفات , وإلزام الآباء المقصرين بضم الأبناء في سجلاتهم الأسرية , وتيسير تلقي بلاغات العنف الأسري , فضلا عن إجراء مزيد من الدراسات النفسية المتخصصة لهذه الظاهرة .
بدوره أكد عضو هيئة التدريس بجامعة جازان والاستشاري النفسي الدكتور رشاد بن محمد السنوسي أن دول العالم كافة تعاني من ظاهرة العنف الأسري , مستعرضًا أبرز أسباب العنف الأسري كونه نوع من الخلل الثقافي بظهور مفهوم خاطئ عن القوامة والرجولة وفرض السلطة , إلى جانب الاضطرابات النفسية والاكتئاب , والإحساس بالنقص , وكذلك الضغوط الاجتماعية على الأب والأم , فضلا عن وجود بعض المشكلات السلوكية لدى الأطفال مثل فرط الحركة والتي تواجه بعنف من الآباء أحيانا .
كما تضمنت الجلسة العديد من الآراء والمقترحات حول ظاهرة العنف الأسري والحلول المقترحة لها .