حذرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من مغبة استمرار التوتر في العلاقات مع السعودية، مشيرة إلى أن المملكة تملك العديد من أدوات الضغط التي من الممكن في حال استخدامها أن تقض مضاجع الإدارة الأمريكية والبنتاجون.
وذكرت أن السعودية لديها سلسلة من الشكاوى من طريقة إدارة واشنطن لعدد من الملفات في الشرق الأوسط، من خلال متابعتها التقارب مع إيران، وعدم دفع إسرائيل بقوة لمواصلة مباحثات السلام مع الفلسطينين، وعدم بذل مجهود أكبر للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وعدم دعم واشنطن ومساندتها للبحرين أثناء مظاهرات 2011 ، فضلا عن انتقاد واشنطن للحكم العسكري فى مصر.
ووضعت المجلة 7 سيناريوهات وصفتها بالكوابيس التي ربما تقض مضاجع الإدارة الأمريكية والبنتاجون.
وأوضحت أنه في مقدمة هذه السيناريوهات استخدام السعودية لسلاح النفط حيث من الممكن أن تخفض السعودية من إنتاجها الذي رفعته إلى 10 ملايين برميل لتعوض به الانخفاض في صادرات النفط الإيراني جراء العقوبات المفروضة عليها.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أنه فى حال إقدام السعودية على تلك الخطوة فإن ذلك سيرفع من سعر الغاز في الولايات المتحدة مما سيهدد الانتعاش الاقتصادي وسيكون له تأثير شبه فوري على الرأي العام المحلي في أمريكا ، أما السيناريو الثاني فهو أن تمد السعودية يدها لباكستان من أجل الحصول على صواريخ ذات رؤوس نووية، مشيرة أن الرياض كان لديها اهتمام سابق بالبرنامج النووي الباكستاني.
والسيناريو الثالث ، بحس المجلة ، هو أن تساعد السعودية فى إخراج (ركل) الولايات المتحدة خارج البحرين ، وذلك باستخدام النفوذ السعودي فى البحرين وتشجيع المنامة على إجبار الولايات المتحدة على إجلاء أسطول البحرية الخامس من أراضيها.
والسيناريو الرابع هو تزويد المعارضة السورية التي تقاتل بشار بأسلحة خطيرة، ووضع محاذير واشنطن بشأن تمويل الجماعات السلفية المتشددة فى سوريا جانبا.
السيناريو الخامس أن تقوم المملكة بدعم انتفاضة جديدة في الأراضي الفلسطينية ، حيث تشتكي الرياض من عدم إحراز أي تقدم أو التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين، وكانت القضية الفلسطينة في صدارة الأسباب التي رفضت بسببها السعودية عضوية مجلس الامن.
ونوهت المجلة بأن السيناريو السادس هو تعزيز وتدعيم النظام الحالي في مصر الذي كانت السعودية أول المبادرين بالاعتراف به وتعهد بتقديم مساعدات عاجلة بنحو 5 مليارات دولار ، وهذا الدعم سيؤدي في نهاية الأمر إلى تجاهل القادة العسكريين في مصر لتهديدات واشنطن بقطع المساعدات بسبب القمع الذي تمارسه السلطة الحالية بحق المتظاهرين.
واختتمت “فورين بوليسي” تقريرها بأن السيناريو السابع هو أن تضغط السعودية للحصول على مقعد إسلامي (يمثل الدول الإسلامية) فى مجلس الأمن، وذلك عبر استغلال كتلة 57 دولة فى المنظمة الدولية، وحتى إذا ما فشلت السعودية في مسعاها بسب حق الفيتو فيمكنها تسويق معارضة الولايات المتحدة على أنها معارضة للإسلام.