تتحلق حولنا الأهازيج منذرة بقدوم فرح لن يوقفه أحد ولن يسمع عنه كائن سعودي وخليجي إلا واستضافه. يركض العمر خلال عامنا سريعا كالوميض، يأخذنا معه محمولين بسعادة وسرور. تتحرك عقارب الساعة لتكمل نمو ضيف عمره ستة وثمانون عاما. ضيفنا الذي لا يفتأ يعيد لنا سيرة مؤسس جليل وموحد بذل حياته وأنذرها لرفع راية (لا إله إلا الله محمدا رسول الله)خفاقة بكل سفارات الأرض وكل بقعة تهتز فيها الرياح. ملك طيب الله ثراه وأثابه عن أمته خير الثواب. جلالة المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. هذا الذي سعى بجد واجتهاد ليرفع بيرقا تجله وتقدره وتهابه اليوم كل الدنيا. وسيظل عاليا هذا العلم الأخضر ووطنه مهما حاول الأعداء والغيورين الكيد له أو النيل منه لأن الله تعالى وعد بحفظه وتأمينه بقوله:”وهذا البلد الأمين” وإن يك المعنى الذي ذهب إليه معظم المفسرين أن مقصده مكة المكرمة فلا شك هذا أيضا مفرح وتأمين له ولكل ما يحيطه من وطن للتو عمل بكامل شعبه وقياداته فأنهى بعض أعمال سقاية ورفاد مبتغيه. فمكة هي جزء وثيق من المملكة العربية السعودية التي هي بالأصل حضن العالم الإسلامي وملاذه وأخته الكبرى التي تربت على همومه وأحزانه ومآسيه. هذا اليوم وطني ليس ببلدنا فقط بل بكل بقعة قلب يحبه ويألفه .. وما أكثرهم.
هذا اليوم الوطني الخالد سيعيدني لأنشد وأغرد بأنشودة الحب والعز الخضراء التي قال فيها الشاعر السعودي: علي الدميني:
“ولي وطن قاسمته فتنة الهوى
ونافحت عن بطحائه من يقاتله
إذا ما سقاني الغيث رطبا من الحيا
تنفس صبح الخيل وانهل وابله
تمسكت من خوف عليه بأمتي
وأشهرت سيف الحب هذي قوافله”
فيا وطني العظيم لك من شغاف قلبي العهد بالحب والولاء .. وكل عام ومليكي وعضديه المحمدين ، والوطن بكل أطيافه بخير ومبارك.
الرائد/ جابر محمد مدخلي – شرطة جازان