أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان على أهمية المشروع الوطني للوقاية من المخدرات “نبراس” في التوعية بمخاطر المخدرات والأضرار المترتبة عليها والوقاية منها، وضرورة العمل والتعاون والتنسيق من قبل كافة الجهات الأمنية والحكومية للتصدي لكل من يحاول استهداف شباب الوطن والنيل منه .
مبينا سموه بأن منطقة جازان والمنطقة الجنوبية هي منطقة حدودية تتطلب تركيز الجهود للوقوف بحزم في وجه كل من يقوم بتهريب المواد المخدرة وإدخالها إلى المملكة, مشيداً بمشروع “نبراس” في تسليط الضوء على الأضرار والآفات التي ينتج عنها ترويج المخدرات بكافة أنواعها، وكشف الحيل والأساليب التي يتبعها مهربي المخدرات لبث سموهم في المجتمع.
جاء ذلك خلال تدشين سموه الملتقى التعريفي للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات “نبراس”، الذي تنظمه أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات، وافتتح سموه الملتقى والمعارض المصاحبة له، وشاهد عرضاً مرئياً عن جهود الدولة في مكافحة المخدرات، بحضور مدير عام مكافحة المخدرات اللواء أحمد بن سعدي الزهراني، وأمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الأستاذ عبدالإله بن محمد الشريف، وعدد من كبار المسؤولين والمختصين ورجال الأعمال.
كما شدد أمير منطقة جازان على أهداف البرنامج الوطني من حيث التعريف بالآثار السلبيه والمدمرة للمخدرات والإسهام في الحد من انتشارها بين أفراد المجتمع، ووقاية الجيل الجديد عبر نشر الوعي في المنشآت التعليمية وتكثيف البرامج في المدارس والجامعات وعرض القصص المؤلمة الناجمة عن تعاطي المخدرات، وما تؤدي اليه من جرائم تصيب المجتمع بالصدمة والذهول وتبقى أثارها لسنوات طويلة .
وأشار سمو الأمير محمد بن ناصر الى أن الدين الإسلامي حصن الفرد وسعى الى حمايته من المسكرات وما يذهب العقل بتشريعات تحفظ للمسلم عرضه ودينه و خلقه وتعاقب كل من يتجاوز الشرع ويستهدف الضرر بالأسرة والمجتمع بتنفيذ الأحكام الصارمة ضد مروجي المخدرات .
منوها سموه بما تبذله الحكومة الرشيدة من جهود كبيرة في التصدي لعمليات التهريب التي تأتي من خارج المملكة من خلال القبض على كميات كبيرة عبر منافذ الحدود قبل وصولها الى المروجين .
ووجه سموه بتذليل كافة الصعاب لتنفيذ المشروع الوطني والاستفادة من تنفيذه في كافة الجهات بمنطقة جازان والمحافظات من خلال برامج المشروع المتعددة وعبر مختلف وسائل الاعلام الحديثة، سائلا الله عزوجل التوفيق والنجاح للمشروع الوطني “نبراس” وللقائمين عليه, وأن يرد الله كيد الحاقدين وأن يحفظ بلدنا من كل سوء ومكروه
وأعرب الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية رئيس مجلس ادارة مشروع “نبراس” سعادة الإستاذ عبدالإله بن محمد الشريف عن شكره وتقديره للأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، على رعايته وتشريفه للملتقى، مؤكداً على أن هذه الرعاية دعم للمشروع ودليل على حرص واهتمام حكومتنا الرشيدة على محاربة المخدرات بكل أشكالها، حماية للوطن ومواطنيه من هذه الآفة.
موضحاً أن مشروع “نبراس” يخضع للمعايير الدولية ويسعى لخلق بيئة خالية من المخدرات من خلال نشر ثقافة الوقاية عبر وسائل الإعلام المختلفة، واستغلال وسائل التواصل الحديثة في سبيل تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية لرفض قبول تعاطي المخدرات وتوعية الطلاب وتحذيرهم من هذه الآفة، ويقدم “نبراس” خدمات متعددة منها خدمة الاتصال المجاني لسهولة التواصل مع المجتمع (1955)، تحت إشراف مباشر من اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات بمبادرة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”، والعمل على الحد من مشكلة تعاطي المخدرات.
مبيناً أن “نبراس” يضع في أولى أولوياته حماية فئة الشباب من الوقوع في المخدرات، وعلاج من ابتلي بتعاطيها؛ لما تشكله هذه الفئة من نسبة كبيرة في المجتمع، وكذلك كون الشباب مستقبل أي أمة ومجتمع، مبيناً أن هذا الحرص والاهتمام جاء بتوجيه من سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات (يحفظه الله)، على ضرورة الحفاظ على أبناء الوطن من آفة المخدرات ومساعدتهم ليكونوا لبنات صالحة لخدمة المجتمع.
كما ذكر “الشريف” أن الملتقى يأتي ضمن خطط هذا المشروع بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات بكافة فروعها، وبمشاركة العديد من الجهات الحكومية والأهلية، وبمبادرة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”، جميعها تعمل كمنظومة واحدة تحت هذا المشروع الوطني في تقديم البرامج الوقائية ضد آفة المخدرات لجميع شرائح المجتمع.
بدوره أكد مدير عام مكافحة المخدرات عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات اللواء أحمد بن سعدي الزهراني أن الحملة الشرسة التي تتعرض لها المملكة من قبل مروجي هذه السموم ليست لمقاصد مادية إنما لتدمير عقول شباب هذا الوطن .
وذكر “الزهراني” أن مواجهة المخدرات في المملكة ترتكز على محورين أساسيين: الأول المحور الأمني، فقد أحبطت ولله الحمد العديد من محاولات التهريب، والثاني وقائي والمتمثل بمشروع نبراس ببرامجه المتنوعة لوقاية المجتمع وتثقيفه ضد هذه الآفة .
ومن جانب آخر أبان ممثل الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” الأستاذ محمد الذهبي أن سابك بادرت في مشروع “نبراس” لاستشعارها بأهمية هذا المشروع، لاسيما في ظل حجم الجهود الكبيرة المبذولة فيه من عدة جهات، والأثر الواضح والغريز الذي تركه “نبراس” في نشر ثقافة الوقاية من المخدرات عبر وسائل مختلفة، حيث نجح في الحصول على الإشادة من جهات رسمية عدة كان من أبرزها مجلس الوزراء الموقر.
وأضاف “الذهبي” أن سابك سعت منذ تأسيسها على الوفاء بالتزاماتها الوطنية في إطار مسؤوليتها الاجتماعية لمواكبة توجيهات الدولة لدعم المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن اهتمام سابك بمكافحة المخدرات لا يقتصر فقط على مشروع “نبراس”، حيث تبادر الشركة في عدد من المشاريع الوقائية والعلاجية بالتعاون مع وزارة الصحة.
وشمل الملتقى على جلستين علميتين، اختصت الجلسة الأولى بالتعريف عن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية “نبراس”، وناقشت الجلسة الثانية طرق وأساليب الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية، وتخللت الجلستين مشاركات مميزة من الحضور تناولت التحذير من المخدرات وتأثيرها والأبعاد الاجتماعية والنفسية والتربوية للمخدرات والمؤثرات العقلية.