رفضت أسرة طالب المتوسط الذي تُوفي بصعقٍ كهربائي، صباح أمس، في أثناء تسلقه سور المدرسة لدخولها؛ لعدم قبولهم بما جاء في تقرير الطبيب الشرعي، الذي حملَ “الاحتمال” دون التأكيد، وذلك بعد ما أكّده بيان الدفاع المدني، الذي كشف تسرُّباً كهربائياً في أثناء مُباشرته الحالة في موقعها، وتأكيدات الشركة بذلك، كما فُوجئوا خلال زيارتهم هيئة التحقيق والادعاء العام، اليوم، حيث أراد المحقق تسليمهم الجثة، بأن التقرير جاء فيه أنه “يُحتمل إصابته بصعقٍ كهربائي”، فيما يُنتظر إصدار تقرير طبي مُفصّل يُثبت الحالة، بعد أنباءٍ مؤكدة أن الصعق كان عبارةً عن تماس اخترق راحة يده وخرج من خلفها.
ومازالت أسرة الطالب تبحث عن أسباب وفاة ابنهم، وقالوا: “أمس أخبرنا تأكيداً بأن صعقاً كهربائياً كان وراء وفاة ابننا، واليوم يتحول الأمر إلى الاحتمالية، فمَن يا تُرى سيؤكد أسباب الوفاة؟!”، في الوقت الذي أبدوا فيه استغرابهم بأن يحمل تقرير طبي شرعي مثل هذه الجُزئية المُحيرة دون الجزم والتأكيد.
وظل الطالب المتوفى “ع. م. ن.”، الذي يدرس بمتوسطة الطفيل بن عمرو بالحوية -شمال محافظة الطائف، باراً بوالده المُقعد الذي يتجاوز التسعين من عمره، حيث كان الأقرب لرعايته والاهتمام به، وتوجد بينهما محبة كبيرة مُتبادلة، حتى إن والده لا يعلم حتى الوقت الحالي بوفاته، وربما قد يسأل عنه؛ كونه افتقده من أمس، فبعد أن خرج من منزله لمدرسته لم يعد إليه، بل حُمل لثلاجة الموتى.
ووجهت الكثير من الانتقادات لإدارة المدرسة التي يدرس بها الضحية، وهي عبارة عن مبنى مستأجر مُتهالك، حيث كان الأهالي يُطالبون من فترة طويلة بنقل الطُلاب منها، مبدين تخوفهم من وقوع كارثة بسببه، دون أن تتجاوب إدارة التربية والتعليم مع مطالبهم، حتى وقعت الكارثة وبدأت الإدارة بروتينها المُعتاد في تشكيل اللجان، وكأن ذلك الأمر قد يُصلح الوضع ويُعفي من المسؤولية.
وتساءل الكثير من المُتابعين، ومن بينهم ذوو الطالب الضحية، عن عدم الاستفادة من جوّال وزارة التربية والتعليم الذي مُنح للمدارس كافة كخدمة يتم تقديم المعلومات كافة عبره لأولياء أمور الطُلاب والطالبات، من خلال بث رسائل عن غياب الأبناء، أو ما يطلبه القائمون على الإرشاد الطلابي، في الوقت الذي أكدت فيه أسرة الطالب الضحية أنهم لم يتلقوا أي اتصال عن حضور ولي أمر الطالب المصعوق كهربائياً أو عن غيابه، وأن عملية عدم حضوره إلا بولي أمره كان من الأولى توجيهها لولي الأمر دون منعه من دخول المدرسة، إن صحت تلك الأقاويل، التي تكاد تكون هي الحقيقة وفقاً لما ورد في أثناء التحقيق.
وأثارت حادثة الصعق الكهربائي لطالب المتوسط بالحوية – شمالي الطائف، علامات استفهامٍ لدى الكثير من الأهالي والمُتابعين فيما يتعلق بالمباني المدرسية المُستأجرة التي تكثُر بالمحافظة، حيث إنها تُعاني المُتابعة والصيانة والجولات الرقابية، بخلاف أن محاضر خاصّة بالدفاع المدني ظلت تُطالب بإخلاء الكثير من المدارس من بينها مدارس للبنات بسبب عدم صلاحيتها في أن تكون مباني مدرسية.
ولكن الإدارة وعن طريق فرق الصيانة تكتفي بالإصلاحات المؤقتة وكأنها لا تستطيع التفريط في تلك المباني، في ظل الخوف القائم والمتزايد على الأبناء من الطُلاب والطالبات، الأمر الذي يستوجب تحركاً عاجلاً من قِبل الجهات المعنية للقيام بجولات وحصر المباني غير الصالحة والمُتهالكة وإخلائها والعمل على إحداث البديل دون اللجوء لتحويل الدوام إلى المساء.
وكانت إدارة الدفاع المدني بمحافظة الطائف قد كشفت تفاصيل مصرع طالب بإحدى مدارس الحوية أمس، مؤكدة أن تسرباً كهربائياً بين جدارين لسور مدرسة الطفيل بن عمرو المتوسطة في الحوية – شمالي الطائف، كان سبباً في مصرع الطالب إثر تعرُّضه للصعق الكهربائي.
وأوضحت في بيانٍ لها أن غرفة العمليات تلقت بلاغاً يفيد بسقوط طالب بين جدارين، ولا يستطيعون إخراجه بسبب تسرُّب كهربائي في الموقع، فتم تحريك فرقتي إنقاذ وسيارة سلالم للموقع، وعند الوصول اتضح أن المدرسين أخرجوا الطالب ونُقل إلى مستشفى النهضة بالحوية قبل وصول فرق الدفاع المدني.
وتفصيلاً، قال الناطق الإعلامي بمدني الطائف العقيد ناصر بن سلطان الشريف: تلقت عمليات الدفاع المدني بلاغاً عن طريق مُدرس في مدرسة الطفيل بن عمر للبنين بالحوية، يفيد بسقوط طالب بين جدارين ولا يستطيعون إخراجه بسبب تسرُّب كهربائي في الموقع.
وعند الوصول اتضح أن الطالب تمّ إخراجه من قِبل المدرسين ونُقل إلى مستشفى النهضة بالحوية قبل وصول فرق الدفاع المدني، وأن فرق الدفاع المدني لم تقم بأي عمل.
وبيّن الشريف أن الشرطة تسلّمت كامل الموقع بحكم الاختصاص.