وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بتكوين لجنة للتحقيق في حادث وفاة شاب وإصابة آخر إثر وقوع حادث سير بسيارة كانا يستقلانها من نوع (سوناتا) عند الساعة الثانية من صباح أمس الثلاثاء غرب حي الملك فهد في مدينة الرياض، وسط اتهامات من قبل شهود عيان تشير إلى تسبب أعضاء «دورية» هيئة الأمر بالمعروف في الحادث. وكشف مصدر أمني بمرور منطقة الرياض أن مرور الرياض أحال ملف الحادث إلى إمارة الرياض بعد تضارب المعلومات الواردة التي تشير إلى تعرض سيارة الشابين لعملية (صدم) من قبل «دورية « لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأوضح المصدر الأمني أن أمير منطقة الرياض وجه بفتح تحقيق مع أعضاء الهيئة إضافة إلى تضمين ملف الحادث لشهادات عدد من شهود عيان وثقوا الحادث بتصوير فيديو وفوتوغرافي.
وأكد ذات المصدر أنه بعد انتهاء التحقيقات سيتم إحالة القضية للمرور لإتمام الإجراءات «من الجانب المروري»، فيما ستحال إلى الجهات القضائية المعنية في حال ثبت تسبب أعضاء « دورية» الهيئة في الحادث.
وفي جانب متصل، أكدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض أن حادثة وفاة الشاب بعد انحراف سيارته وسقوطها في نفق طريق الإمام محمد بن سعود بشمال الرياض في مرحلة التحقيق. وقال مساعد المتحدث الرسمي باسم الهيئة محمد الشريمي تعليقاً على ما حدث مساء أمس الأول من وفاة شاب وإصابة آخر إن الأجهزة المعنية باشرت الحادث وهي في مرحلة التحقيق مع كافة من يتطلب التحقيق ومساءلته لإظهار الحقيقة وبيان النتائج، داعياً الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته والشفاء العاجل للمصاب.
من جانبه أكد لـ(الجزيرة) شاهد عيان «طلب عدم نشر اسمه» أنه كان يسير بمحض الصدفة خلف دورية تابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تقاطع طريق العليا العام وطريق الأمير نايف، وشاهد سيارة سوناتا يستقلها شابان واقفة أمام الإشارة، فطلب عضو الهيئة منهما الوقوف بعد تجاوز إشارة المرور، إلا أن قائد السيارة لم يمتثل لطلب عضو الهيئة « الذي لوح بيده طالباً منه الوقوف»، فتمت ملاحقته من قبل ثلاث سيارات للهيئة حتى قامت إحداها (بصدم) سيارة «السوناتا»، ثم لاذت سيارات الهيئة بالفرار من موقع الحادث. ومضى شاهد العيان في القول إنه قام بالاتصال بمرور الرياض للتبليغ عن الحادث، في حين تم رصد وقوف دورية الهيئة بجوار أسواق طيبة بعد الحادث، مؤكداً أن هناك ثلاثة أشخاص ممن شهدوا المطاردة ووثقوا شهاداتهم لدى جهات التحقيق.
وبين شاهد العيان في شهادته المسجلة لدى هيئة التحقيق والإدعاء العام بعد مغرب أمس الثلاثاء أنه لم يلحظ أية تصرفات مريبة على الشابين، حيث كانا يرتديان الزي السعودي ولم يصدر منهما أية تجاوزات، فيما بدت سيارتهما عادية دون ملصقات على غرار بعض السيارات الأخرى للشباب الذين احتفلوا باليوم الوطني.
يذكر أن الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ قد أعلن في تصريحات سابقة منع ملاحقة الفارين من رجال الحسبة.