للتمويه على الجريمة، ووسط حالة التضارب في تصريحات مسؤولي إيران، زعمت الداخلية الإيرانية الأربعاء (10 يونيو 2015)، أن حادث تسمم الزوار السعوديين في فندق بمدينة مشهد الإيرانية لم يكن متعمدًا.
المثير أن هذه الخطوة جاءت بعد نحو 24 ساعة فقط من تصريح وزير الصحة الإيراني الذي قال إن الحادث قد يكون متعمدًا، فيما أعلنت جهات التحقيق الإيرانية أمس احتجاز 5 من عمال الفندق رهن المساءلة.
تصريح وزارة الداخلية الإيرانية جاء ردًّا سريعًا من حكومة طهران بعد استدعاء الخارجية السعودية السفير الإيراني؛ حيث عبَّرت له عن قلقها البالغ لهذا الحادث الذي راح ضحيته 4 أطفال وأصاب 28 مواطنًا آخرين، مطالبة بكشف كل الظروف والملابسات المحيطة به.
وفي مسعى إلى غسل يد أمن بلاده من الحادث، ألقى مساعد وزير الداخلية الإيرانية للشؤون الأمنية حسين ذو الفقاري الجريمة على إهمال عمال الفندق، وقال: “الحادث وقع نتيجة إهمال وجهل في استخدام مبيدات الحشرات غير المرخصة من عمال الفندق، وأكد أن مدير الفندق يتحمل مسؤولية هذا الإهمال، فيما لم يشر إلى الطريقة التي تم بها رش الفندق بمبيدات محظورة دوليًّا.
ومحاولةً لامتصاص الغضب السعودي، خرجت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم لتعبر عن أسفها للحادث، وقالت: “منذ الساعات الأولى من وقوع الحادث، بادر المسؤولون المعنيون بمتابعة الموضوع باهتمام خاص”.
ورغم التضارب الواضح في التصريحات التي تأتي من إيران حول الحادث، فإن كل الوقائع تشير إلى ضرورة إجراء تحقيقات واسعة حول الحادث، بمشاركة جميع الأطراف المعنية للوقوف على الحقيقة كحق إنساني أصيل لذوى الضحايا.
وكانت حالة تسمم أصابت 32 زائرًا سعوديًّا، توفي أربعة منهم، وقال وزير الصحة إن سببه سم استخدم في رش غرف الفندق الذي نزلوا فيه.