يستعد سكان جدة، لاستقبال مدينة عصرية متكاملة في شرقها، تجمع آخر ما توصلت سبل الحياة المعيشية وعبق جدة التاريخية عبر التصميم المعماري لها، حيث تعمل شركة “جدة للتنمية والتطوير العمراني”، المملوكة للدولة على إنشاء مشروع مروج جدة.
ويعد المشروع واحدًا من أكبر المشروعات العملاقة التي تشهده محافظة جدة، وهو ما أبهر زوار المعرض المتنقل لتوثيق مشاريع جدة في نسخته الرابعة في الـ”ردسي مول”، حيث ينفذ على مساحة تصل إلى 130 مليون متر مربع، ويحتوي على كل العناصر التي تطرح رؤية جديدة للمنطقة، منها أماكن للترفيه وحدائق ومحميات طبيعية، ومرافق تعلمية وصحية ورياضية، مرتكزه على بنية تحتية مستدامة.
وأكد القائمون على المشروع، أن مروج جدة سيقدم فرصًا استثمارية متعددة من خلال إنشاء 42 ألف وحدة سكنية متنوعة تتوزع في 134 ضاحية سكنية مدعومة بكل الخدمات الاجتماعية والترفيهية.
ويهدف المشروع إلى تحويل المنطقة إلى كورنيش شرقي للمدينة، من خلال عمل متناغم مع الكورنيش الغربي، وإيجاد متنفس ومكان لترفيه والرياضة والسياحة لسكان جدة وزيادة المسطحات الخضراء في المنطقة، وإيقاف التعديات على الأراضي الحكومية لاستخدامها للنفع العام، والاستفادة من المشاريع التي ستقام، بحيث تكون مكانًا لتدريب الطلب على الحياة الفطرية والبرية ومقوماتها.
ولفت القائمون على المشروع، إلى أن مروج جدة سيوفر 12 ألف فرصة وظيفية للشباب، ويتضمن المشروع عددًا من المشروعات مثل الغابة الشرقية و2 ومشروع سفاري بارك والمتنزه الوطني وقرية المزارعين.
كما يحتوي المشروع على ناد للمؤسسة ومضمار لسباق الخيل بمساحة 1.5 مليون متر مربع، ومساحات للأراضي السكنية تقدر بـ 22 مليون متر مربع وجامعات ومراكز صحية وثلاثة ملاعب رئيسية لأندية رياضية.
وكشفت مصادر مطلعة في شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، أن المشروع الذي أطلقت عليه الشركة مشروع وادي العسلاء، يعد واحدًا من المشروعات التي ستكون شاهدًا على تطور المدينة وتحقيق التوازن على جانبي النسيج الحضري للمحافظة، فضلًا عن الحاجة إلى استغلال الوارد من محطة معالجة مياه الصرف الصحي التي أنشئت لمعالجة مياه بحيرة الصرف الصحي الواقعة بوادي الحفنة شمال وادي العسلاء.
وتوقعت المصادر أن يزور الموقع مليون زائر خلال ثلاث سنوات، مؤكدة أن العدد سيزيد إلى أكثر من ثلاثة ملايين زائر سنويًّا خلال 20 عامًا.
ويروي القائمون على المشروع، تفاصيل المشروع والتصور المستقبلي لما ستكون عليه المنطقة، التي من المتوقع أن تستقطب نحو 83 ألف نسمة من السكان، عبر بناء 45 ألف وحدة سكنية ومرافق صحية وتعليمية، ستسهم في توفير 12 ألف فرصة وظيفية.
كما سيراعي حاجات السكان والزائرين، ويبعد المشروع نحو 15 كيلومترًا من مركز المدينة، وقسم المشروع إلى مناطق ترفيهية ومراكز تعليمية، وفروع لجامعات ومجمع تكنولوجي من الطراز العالمي.
ومن المقرر أن تتألف المجاورات السكنية من 134 مجاورة ستطرح للقطاع الخاص بمعدل 17 هكتارًا للمجاورة الواحدة، ويتيح المشروع توفير مجمعات سكنية تتناسب مع شرائح المجتمع كافة، إذ سيتم تخصيص 36 في المائة من الوحدات السكنية للذين تتراوح رواتبهم بين خمسة و12 ألف ريال، بينما سيتم تخصيص 34 في المائة منها لمن تتراوح دخولهم بين 12 ألف و16 ألف ريال، وفي حين ستبنى بقية المساحة لمن تتجاوز دخولهم الشهرية ذلك، لافتًا إلى أن المرافق العامة التي خصصت ضمن الموقع، ستكون للاستخدام من دون نقل ملكيتها، شرط تنفيذها ضمن وقت زمني محدد.
ويشمل المشروع قرية المزارعين بوادي الحفنة في الجزء الوسطي من وادي العسلاء، وتبلغ مساحتها 45 مليون متر مربع، وجاءت فكرة إنشائها، لاحتواء مجموعة من المشاتل كانت قد أنشئت خلف سد بحيرة الصرف الصحي، وتستخدم حاليًا المياه المتسربة من السد في أعمال الري.
ويتم -من خلال هذا المشروع- تحسين مستوى نقاوة المياه المستخدمة في الري، من خلال المعالجة الطبيعية للمياه، ما سيؤدي إلى إنشاء بنية تحتية مناسبة لتطوير زراعات إنتاجية غير غذائية وذات مردود اقتصادي جيد، إضافة إلى سمة حضرية جديدة لمحافظة جدة، لكونها تعمل على تشييد قطاع زراعي منظم يخدم الناحية الاقتصادية والسياحية والبيئية.