كشف مقطع فيديو عن نقل أعداد ضخمة من القتلى الإيرانيين في العراق، خلال المواجهات التي تتم هناك مع المقاومة السنية وتنظيم “داعش”، ويبدو من الفيديو (الذي جرى بثه علي يوتيوب)، عشرات النعوش المحملة على شاحنات عسكرية ملفوفة بالعلم الإيراني في طريقها لجهة غير معلومة، لم يتسن لـ”عاجل” التوصل إلي المزيد من التفاصيل فى هذا الشأن.
وتلعب إيران دورًا مثيرًا للجدل في العراق، حيث يتولى قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الإشراف على أنشطة جميع الميليشيات المسلحة (المحسوبة.. المقربة.. المموَّلة)، من النظام الإيراني في العراق (الحشد الشيعي/الشعبي)، لاسيما “بدر.. عصائب الحق.. كتائب حزب الله.. حركة النجباء العراقية.. ثأر الله.. كتائب أبو الفضل العباس…”.
وتزايدت الانتقادات ضد الحشد الشيعي (الشعبي)، وفيلق القدس على خلفية الانتهاكات الواسعة التي ارتكبت ضد المدنيين في المدينة، حسبما أفادت منظمات حقوقية في تقارير موثقة، حيث وُجهت للحشد الشعبي تهم قتل مدنيين وأعمال حرق ونهب للممتلكات.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية قبل شهرين، أن فيلق القدس في الخارج، يحتل العراق، وأنه “في الوقت الذي تنشغل فيه الولايات المتحدة الأمريكية بمواصلة المفاوضات النووية مع إيران، تُقدم الأخيرة على احتلال جارها العراق رويدًا رويدًا وتحوله إلى دمية تابعة لها”.
واستشهدت الصحيفة بتصريحات مستشار الرئيس الإيراني، علي يونسي، الذي أكد أن “إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليًا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي، مهاجمًا كل من يعارض النفوذ الإيراني في المنطقة، معتبرًا أن “كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية”!!
وأشارت الصحيفة إلى الدور الذي تلعبه الميليشيات العراقية، التي درّبتها إيران، في معركة تكريت، كدليل على سيطرة طهران على بغداد، وهو ما دعا القائد السابق للقوات المتعددة الجنسيات في العراق، الجنرال دافيد بترايوس، يؤكد في حديث صحفي لجريدة “لوفيغارو الفرنسية”، أن “إيران أشد خطرًا على العراق من تنظيم الدولة الإسلامية”.
وبينما أبدى الجنرال الأمريكي خشيته من لجوء المليشيات الشيعية إلى تهجير السنة من مناطقهم بهدف تغيير التركيبة الديمغرافية في بعض المناطق، ومنها محافظة ديالى شمالي بغداد وبعض الأحياء السكنية في العاصمة.
وانتقد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قاسم سليماني، بعدما نشر صوره أثناء العمليات في العراق- لكنه رحّب بالمساعدة الإيرانية في القتال ضد داعش، حيث تستفيد طهران من هذه العملية في تقوية نفوذ ميليشيات الحشد الشعبي التي تتولى مسؤولية تمويلها وتسليحها في المناطق السنية، وفرض واقع جديد في تلك المناطق، وتثبيت وجودها عسكريًّا على الأرض بحجة محاربة داعش، كما حدث في عدة مناطق من محافظتي ديالى وصلاح الدين.
وتسهم طهران في تدريب وتأهيل عديد من الميليشيات المنتشرة في المنطقة، لاسيما أن هذه الميليشيات تتولي مهام القيادة والسيطرة في العراق، ودول أخرى في الجوار، حيث تتم التدريبات بمعسكرات إيرانية (أشهرها معسكرات: أمير المؤمنين.. قاعدة الإمام على العسكرية.. قاعدة باهنر، على أطراف العاصمة طهران)، ويشرف على التدريبات مستشارون عسكريون وأمنيون إيرانيون، مهمتهم تأهيل هذه العناصر على حرب العصابات وقتال الشوارع، واستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وعمليات التفجير والاغتيالات.
وتواصل إيران دعم الميليشيا التابعة لها في المنطقة بالسلاح وعناصر التدريب، وسط تأكيدات من مسؤولين أمريكيين (بحسب العربية نت)، بأن طهران أرسلت جنودًا ومدفعية ومعدات حربية ثقيلة إلى العراق، ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن اثنين من كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين، أن “القوات الإيرانية قاتلت بشكل واسع إلى جانب ميليشيات الحشد الشعبي واشتبكت مع عناصر داعش خلال في معارك مصفي بيجي، وتستخدم إيران مدفعية وراجمات 122 ميليمتر وطائرات من دون طيار لرصد ومراقبة التحركات في معاركها.
وذكر موقع “فري بيكون” الأمريكي المعني بأخبار الأمن القومي والقضايا السياسية بالولايات المتحدة، أن المخابرات الأمريكية أصدرت مؤخرًا تقريرًا استخباريًّا يفيد بأن إيران تعمل حاليًّا على إرسال مزيد من المقاتلين إلى اليمن لمساعدة الحوثيين في السيطرة على البلاد.