قال وزير الخارجية عادل الجبير إنه لم يكن واردًا توجيه “رسالة توبيخ” إلى الإدارة الأمريكية بعدم حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قمة كامب ديفيد، بل إن الظروف المتصاعدة في اليمن أوجبت ذلك.
وأوضح الوزير الجبير أن الرأي القائل بأن عدم الذهاب كان محاولة لإرسال رسالة توبيخ إلى (أمريكا) أو دليل على مشكلة في العلاقة؛ لا يقوم على أسس صحيحة مطلقة؛ فلطالما مثل ولي العهد الملك؛ ففي عام 2003 مثَّل الملك الراحل عبدالله حين كان وليًّا للعهد، الملكَ في قمة الدول الثماني، كما أن الملك سلمان نفسه عندما كان وليًّا للعهد، مثل الملك في قمة مجموعة الدول العشرين.
جاء هذا خلال مقابلة أجراها الوزير الجبير مع الإعلامي وولف بليتزر على شبكة CNN اليوم الثلاثاء (12 مايو 2015)؛ حيث قال ردًّا على تساؤل حول اعتذار الملك عن عدم الحضور: “لقد شرحنا الوضع؛ إذ أعلنَّا عن هدنة إنسانية تدخل حيز التنفيذ الثلاثاء. وخادم الحرمين يحرص على نجاح الهدنة ودخول المساعدات إلى اليمن بفاعلية وجدية، كما أنه سيفتتح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي يشرف على تنسيق جهود إغاثة اليمن؛ لذلك جاء القرار بأن الوقت غير مناسب لسفره”.
وعندما سأله بليتزر عن أنه كان من الأفضل للقمة وللبيت الأبيض حضور الملك، رد الجبير بالقول: “قرار وقف إطلاق النار لم يتخذ إلا مساء الجمعة، وجاء بعده قرار عدم سفر الملك وإيفاد ولي العهد لتمثيله. وأريد هنا أن أرد على القول بأن عدم الذهاب كان محاولة لإرسال رسالة توبيخ (لأمريكا) أو دليل على مشكلة في العلاقة”.
من جانبه استطرد بليتزر بالسؤال: “إنه كان من المفترض أن يحضر ستة من قادة الخليج إلى القمة، لكن الرئيس أوباما تلقى اعتذار أربعة منهم.. ألا ترى أن هذه رسالة قاسية من قادة دول الخليج التي تشعر بالقلق من تصرفات إيران لكنها قررت عدم الحضور؟!”، فرد الجبير بالقول :”كلا، لا أظن ذلك على الإطلاق؛ فنحن في السعودية لم يسبق لنا أن قمنا بخطوة كبيرة مثل إرسال ولي العهد وولي ولي العهد لحضور حدث واحد في الوقت نفسه، أي أننا أرسلنا الشخصيتين الأساسيتين بعد الملك، اللتين تهتمان بشؤون الأمن الداخلي والدفاع، ومن ثم فهما معنيان أساسيان بجميع القضايا المطروحة للنقاش في كامب ديفيد، على صعيد تعزيز الأمن وتطوير العلاقات مع أمريكا ومكافحة نشاطات إيران في المنطقة”.
أما فيما يدور من شائعات امتعاض الخليج من الاتفاق مع إيران، ورغبة دول المنطقة في الحصول على ضمانات أمنية وسياسية من أمريكا حول السلاح النووي الإيراني؛ فقال الجبير: “هناك كثير من التكهنات، لكن دعني أقل بوضوح إن الجميع يريد التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يحول دون امتلاك طهران قدرات نووية. ودول الخليج بصدارة الدول التي تبحث عن اتفاق من هذا النوع؛ لذلك نحن نرحب بأي اتفاق يحول دون امتلاك إيران قدرات نووية”.
كما رد الوزير جبير عن كون السعودية تريد الحصول على صفة حليف من خارج الناتو لأمريكا كإجراء اطمئناني: “نحن نبحث مع أمريكا كيفية تطوير العلاقة بين دول الخليج وواشنطن وأخذها إلى مستويات أعلى”.
واستطرد: “لا يمكنني التحدث عن أمور محددة أو تفاصيل ما قد تحصل أو لا تحصل، لكن ما يمكنني تأكيده هو أن العلاقات على الجانب الأمني قوية كالصخر، وأن الطرفين سيقومان بكل ما بوسعهما لتقويتها وتطويرها”.