رغم التعامل الشرس من قبل الأمن الإيراني مع المظاهرات التي اندلعت في مدينة مهاباد، إلا أنها تواصلت في المدينة بل وامتدت إلى مدن كردية أخرى، حتى قام الثوار بتشكيل “غرفة عمليات الانتفاضة”.
وقال نائب رئيس حزب الحرية الكردي الإيراني حسين يزدان بنا اليوم الإثنين (11 مايو 2015)، إن المظاهرات امتدت من مهاباد إلى مدن بوكان وشنو ومريوان وسردشت وسنه، في المقابل جاء النظام بعدد كبير من قواته العسكرية والأمنية من أصفهان وهمدان وكرمان إلى المدن الكردية في محاولة للسيطرة على الوضع، عن طريق العنف، دون معالجة للقضية الحقيقية.
وأضاف يزدان أن الناس موجودون بإرادة كبيرة في الساحات والشوارع رغم قيام القوات الإيرانية حتى الآن باعتقال أكثر من 200 مواطن كردي، غالبيتهم من مهاباد، وهناك ثلاثة قتلى على الأقل وعدد كبير من الجرحى.
وأضاف:”نحن في حزب الحرية شكلنا غرفة عمليات الانتفاضة، ومن خلال هذه الغرفة نوجه تنظيماتنا الداخلية والمواطنين، وطلبنا منهم أن تكتظ الشوارع بأكبر عدد من المتظاهرين، والحفاظ على سلمية هذه المظاهرات في الوقت الحاضر”، مشيرا إلى أن “المقاتلين الأكراد يوجدون بالقرب من الناس وداخل المدن وسيتحركون في الوقت المناسب”، وفقا لصحيفة الشرق الأوسط، الاثنين (11 مايو 2015).
وتابع:”بيشمركة كردستان إيران اضطرت إلى التحرك العسكري في بعض المناطق، منها شن هجوم على قوة عسكرية إيرانية قادمة من مدينة أورمية باتجاه مدينة شنو، وهناك وحدات (صقور جمهورية كردستان)، وهي الأخرى ضمن مقاتلي بيشمركة كردستان إيران وتوجد في تلك المناطق لحماية المواطنين، كذلك تم الهجوم على مقر جهاز إطلاعات (الأمن) في مهاباد ونتوقع المزيد من هذه النشاطات الانتقامية خلال الأيام المقبلة”.
من جانبه، قال ناشط مدني من مدينة مريوان، إن النظام الإيراني “حشد عددا كبيرا من قواته في مدن كردستان إيران وقطع الإنترنت ووسائل الاتصالات الأخرى من الخطوط الهاتفية والجوال”، مبينا أن الحكومة الإيرانية تريد عزل المناطق الكردية عن العالم الخارجي منعا لنقل صورة عن ما ينفذه من اعتقالات وأعمال قتل ضد المواطنين.
واندلعت مظاهرات حاشدة وغاضبة الخميس الماضي في مدينة مهاباد على خلفية انتحار الفتاة الكردية (فريناز خسرواني) العاملة بأحد فنادق المدينة، هربا من محاولة اغتصابها من قبل عنصر مخابرات داخل الفندق. وأحرق المتظاهرون الغاضبون الفندق المذكور احتجاجا على عدم اعتقال السلطات صاحب الفندق والموظف المتورط في محاولة اغتصاب تلك الفتاة، واشتبكوا مع قوات النظام التي هاجمتهم بالقنابل المسيلة للدموع والذخيرة الحية، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.