16 شهرًا والحديث لا يتوقف عن (داعش).. لا صوت يعلو على الذبح والحرق والجلد بالعراق وسوريا، لكن عمليات البحث عن الواقفين خلف هذا التنظيم الإرهابي كانت غير معروفة قبل أن تخرج تقارير صحفية متحدثة عن شخصيتين تنتميان إلى حزب البعث (حزب صدام حسين وبشار الأسد).
ضابط مخابرات عراقي
في تقرير نشرته مجلة دير شبيجل الألمانية، استندت فيه إلى وثائق كشفت أن ضابطًا سابقًا في مخابرات صدام حسين كان العقل المدبر لصعود داعش السريع وسيطرته على شمال سوريا.
السيطرة على شمال سوريا جزء من خطة محكمة أشرف عليها (حجي بكر) باستخدام مهارات مكتسبة في عهد الجهاز الأمني لصدام؛ لذلك صار (داعش) منظمة تشبه وكالة مخابرات ستاسي الداخلية الشهيرة في شرق ألمانيا سابقًا.
المجلة الألمانية تحدثت في قصة طويلة نُشرت مطلع الأسبوع تحت عنوان “ملفات سرية تكشف هيكل داعش”، موضحةً أنها حصلت على 31 صفحةً من خططٍ وقوائم وجداول مكتوبة بخط اليد تصل إلى حد مخطط لإقامة دولة التنظيم في سوريا.
وذكرت أن الوثائق من تخطيط عقيد سابق في مخابرات القوات الجوية في عهد صدام حسين، واسمه الحقيقي سمير عبد محمد الخليفاوي، ويعرف باسمه المستعار “حجي بكر”.
الملفات تُشير إلى أن السيطرة على شمال سوريا كانت جزءًا من خطة محكمة أشرف عليها حجي بكر باستخدام تقنيات كثيرة؛ منها المراقبة والتجسس والقتل والخطف، اعتمادًا على مهارات مكتسبة في عهد الجهاز الأمني لصدام.
تصف المجلة حجي بكر بأنه شخص “ناقم وعاطل” بعد أن حلّت السلطات الأمريكية الجيش العراقي في 2003، وقبع بين 2006 و2008 -حسب بعض الأخبار- في معتقلات أمريكية، مثل سجن أبو غريب.
كان حجي بكر في 2010 مع مجموعة صغيرة من ضباط المخابرات العراقية، وراء تولية أبو بكر البغدادي زعامة التنظيم بهدف إعطائه “وجهًا دينيًّا”، ثم بعد سنتين سافر إلى شمال سوريا للإشراف على خطته، واختار البدء فيها بمجموعة من المقاتلين الأجانب، منهم متشددون يفتقرون للخبرة من السعودية وتونس وأوروبا، بجانب مقاتلين مخضرمين من الشيشان وأوزباكستان”.
سر نجاح التنظيم كان يكمن في جمعه بين النقيضين: المعتقدات المتطرفة لمجموعة من ناحية، والحسابات الاستراتيجية لمجموعة أخرى، بقيادة حجي بكر، وفقًا للتقرير الذي نقله موقع (24 الإماراتي) عن المجلة الألمانية.
وقالت إنها حصلت على الوثائق، بعد مفاوضات مُطولة مع مقاتلين في حلب السورية، استولوا عليها بعد اضطراره إلى التخلي عن مقره فيها في أوائل 2014.
يُذكر أن حجي بكر قتل -حسب بعض التقارير- في معركة ضد مقاتلين سوريين في يناير 2014، لكنه ساعد قبل ذلك في الاستيلاء على مناطق واسعة من سوريا؛ ما عزّز وضع التنظيم في العراق.
ضابط بشار
تقرير آخر، كشف عن أن متابعة صفحات التواصل الاجتماعي على (تويتر) التابعة لأحد الفصائل السورية، أظهرت أن قائد داعش في دمشق، ليس سوى أحد الضباط في الجيش السوري الرسمي.
الصفحات المؤيدة لتنظيم الإسلام قالت إن مسلحي هذا الفصيل، نجحوا في أسر منذر الكرمي المعروف في صفوف داعش باسم منذر سلف، الذي يقود مسلحي التنظيم الإرهابي في دمشق؛ وذلك بعد معارك مخيم اليرموك الطاحنة.
وتزعَّم الكرمي التنظيم في المعارك الأخيرة التي انتهت بخسارته مواقع داعش في القابون وفي ريف دمشق، وفي عدد من المناطق التي كان يُسيطر عليها، قبل هزيمته على يد جيش الإسلام وفصيل آخر متحالف معه (الفيلق الأول)، وبعض التشكيلات الأخرى.
وبتفتيش وثائق وهواتف وحواسيب الكرمي، تم التوصل إلى علاقته المستمرة بقيادات عسكرية سورية، بجانب صور تكشف دوره في عمليات عسكرية رسمية ضد فصائل مقاتلة أخرى، نفذتها القوات النظامية.