تجددت الاتهامات الموجهة إلى إيران بـ”السعي إلى الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط”. وبعد انتقادات وجهها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (نهاية مارس الماضي) إلى طهران بمحاولة الهيمنة على اليمن والمنطقة، ثم دعوته إيران إلى “سحب جميع قواتها من اليمن وسوريا والعراق”؛ فقد ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (الأربعاء) بين إيران و”ألمانيا النازية” في هذا الشأن.
وأشار إلى إنه “مثلما أراد النازيون القضاء على اليهود، والهيمنة على العالم، فإن إيران تسعى إلى السيطرة على المنطقة وتدمير الدولة العبرية”.
وتساءل (حسب فرانس برس)، لدى تطرقه إلى الاتفاق الإطار بين إيران والقوى الكبرى: “هل العالم استخلص فعلًا العبر من مأساة اليهود في القرن الماضي؟”، ثم سارع بالإجابة: “الاتفاق السيئ الموقع مع إيران يُظهر أنه لم يتم استخلاص الدرس”.
ونبه إلى أن “الحكومات الديمقراطية ارتكبت خطأ كبيرًا قبل الحرب العالمية الثانية، ونحن -مثل العديد من جيراننا- على قناعة بأن خطأ ما ارتكب حاليًّا بالتوقيع مع إيران”.
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن “طهران لن تقبل اتفاقًا نوويًّا شاملًا مع القوى الكبرى، ما لم ترفع كل العقوبات الدولية المفروضة عليها”. وأكد روحاني في كلمة ألقاها، اليوم الأربعاء (15 أبريل 2015) بمدينة رشت شمال البلاد، خلال زيارته إلى محافظة غيلان، ووفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية؛ أنه لن يكون هناك اتفاق، إن لم يتم إلغاء العقوبات كاملةً.
وتابع روحاني أن المفاوضات النووية متواصلة الأسبوع المقبل -وتحديدًا يوم 21 أبريل- قائلًا: “ليعلم كل من مجموعة 5+1 والكونجرس والإدارة الأمريكية، أن الاتفاق لن يتحقق ما لم يتم إنهاء العقوبات”.
وسبق أن تبادلت تركيا وإيران الاتهامات بمحاولة الهيمنة على الشرق الأوسط. ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على اتهام أنقرة بأنه “تغذية زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط”. واستدعت الخارجية الإيرانية القائم بسفارة تركيا في طهران؛ حيث طلبت منه “توضيحات” بشأن تصريحات إردوغان.
وفيما ندد نواب محافظون إيرانيون ووسائل إعلام (قبل المصالحة بين طهران وأنقرة) بـ”اهانات إردوغان لإيران”، لا سيما أنه حسم موقفه منذ البداية بدعم عملية “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين في اليمن؛ فقد قال عضو البرلمان الإيراني “منصور حقيقت بور”، إن “إردوغان يسعى إلى بناء إمبراطورية عثمانية”.
غير أن العلاقات التجارية بين طهران وأنقرة (تتجاوز قيمتها 30 مليار دولار)، نجحت في تبديد الخلافات الدبلوماسية، على عكس الاتهامات العلنية المستمرة بين طهران وتل أبيب؛ حيث تعتبر كلاهما الأخرى تهديدًا رئيسًا لأمنها القومي.
لكن مدير “منظمة حظر التجارب النووية الشاملة” لاسينا زيربو، كشف قبل أيام عن تعاون إيراني-إسرائيلي، تحت رعاية المنظمة، التي أنشئت لمراقبة تجارب التفجيرات النووية.
وأوضح مدير المنظمة (الاثنين، 13 أبريل 2015)، أنه “خلال التدريب الأخير للكشف عن التجارب السرية -الذي عُقد مؤخرًا بالأردن- كنا نعقد مناقشات مائدة مستديرة أو اجتماعات على العشاء أو الغداء، وكان يوجد خبراء إيرانيون وإسرائيليون يجلسون على طاولة واحدة”.
وأشار مدير المنظمة (حسب وكالة رويترز)، إلى أن “هذا المشهد ليس غريبًا، لكن المفارقة في هذا التعاون “هو العداء الظاهر بين إيران وإسرائيل؛ حيث تقول إسرائيل إن إيران مصممة على تدمير إسرائيل، بسعيها وراء المشاريع النووية”.