صوّت البرلمان الباكستاني بالإجماع، الجمعة (10 أبريل 2015)، لصالح قرار يحث الحكومة على التزام الحياد في النزاع الدائر في اليمن، رافضًا مقترحًا بمشاركة قوات باكستانية في تحالف “عاصفة الحزم”.
وأكد القرار الصادر في جلسة استثنائية، في الوقت ذاته، دعم التزام الحكومة بحماية الأراضي السعودية من التهديدات، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ولكن جاء في القرار أنه على باكستان أن تقوم بدور الوسيط، وألا تتورط في القتال.
وبحسب نص القرار فإن “برلمان باكستان (…) يؤكد ضرورة مواصلة جهود الحكومة الباكستانية لإيجاد حل سلمي للأزمة”.
وأضاف أن البرلمان “يرغب في أن تحافظ باكستان على الحياد في النزاع الدائر في اليمن؛ ليكون بمقدورها القيام بدور دبلوماسي فعال لإنهاء الأزمة”.
وحث القرار الحكومة على بدء العمل مع مجلس الأمن الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
جاء هذا بعد 5 أيام قضاها البرلمان في مناقشة القرار بناء على طلب من رئيس الوزراء نواز شريف.
ومن غير المعلوم ما إن كانت الحكومة ستتخذ إجراءات للضغط على البرلمان؛ حيث يتيح النظام السياسي في باكستان لرئيس الحكومة سيطرة كبيرة على القوات المسلحة.
وسبق أن قال مسؤولون باكستانيون إنهم يشجعون الحوار في اليمن، إلا أنهم أبدوا استعدادًا لتقديم الدعم العسكري المطلوب أيضًا إذا تعرضت الأراضي السعودية (حليفة باكستان) لأي تهديد.
كما جاء قرار البرلمان بعد يومين من زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى إسلام أباد قال فيها خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الباكستاني، إنه على باكستان وإيران العمل معًا لإيجاد حل سياسي لأزمة اليمن.
وقال ظريف إنه يُفضل خطة من 4 مراحل تتضمن فرض وقف لإطلاق النار في اليمن، وتوزيع المساعدات الإنسانية، ثم بدء حوار موسع، وأخيرًا تشكيل حكومة موسعة.
وأضاف أنه نقل اقتراحه إلى قادة باكستانيين وأتراك وعمانيين.
وحسب قوله، فإنه يعتقد أن هناك “توافقًا” حول هذه الخطة من جانب مسؤولي الدول الثلاث.
وترتبط باكستان وإيران بحدود جغرافية طويلة، كما أن إيران تفكر في مد باكستان بالغاز عبر بناء خط أنابيب لتصدير الغاز.
وكان ظريف في زيارة إلى سلطنة عمان قبل التوجه إلى باكستان؛ وذلك بعد يوم من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران.
وتتهم دول خليجية واليمن إيران بتقديم دعم مباشر من السلاح والمسلحين إلى الحوثيين، كما أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في تصريحات، الأربعاء، أن بلاده على علم تام بتدخل إيران في اليمن.
وبحسب بعض التحليلات فإنه رغم أن الصراع في اليمن أصله سياسي وليس طائفيًّا، فإنه يُخشى أن يستغله البعض في تأجيج مشاعر طائفية في باكستان التي يوجد بها عدد كبير من الشيعة، خاصة أن الحوثيين من المنتمين لأحد فروع الشيعة.
كما أن الحدود الباكستانية مع إيران تشهد توترًا؛ حيث قامت الأخيرة، الخميس (9 أبريل 2015)، بإطلاق 3 قذائف هاون على قرية “زعمران” بإقليم بلوشستان الباكستاني المحاذي.
ووقع القصف بعد ساعات من استدعاء الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة الباكستانية في طهران للاحتجاج على مقتل 8 جنود إيرانيين هذا الأسبوع في منطقة نغور القريبة من الإقليم على يد مسلحين تقول طهران إنهم جاؤوا من الأراضي الباكستانية.