في الوقت الذي ما زالت فيه المفاوضات -حول الملف النووي الإيراني- تجري بين القوى الكبرى وطهران بمدينة لوزان السويسرية، وظهور مؤشرات على تقدم ما، سارعت إسرائيل بالتهديد بالخيار العسكري، لإجهاض الطموح النووي لطهران حال فشل المفاوضات.
خيار مطروح
والتهديد الإسرائيلي جاء على لسان وزير الاستخبارات “يوفال شتاينتز” -المقرب من رئيس الوزراء “بنيامين نتانياهو”، الخميس، الـ2 من إبريل 2015- عندما قال إن “الخيار العسكري مطروح على الطاولة”، في ما يتعلق بإيران، التي تواصل التفاوض حول برنامجها النووي مع القوى الكبرى الست (روسيا والصين وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا)، لليوم الثامن على التوالي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تلوّح فيها إسرائيل بالخيار العسكري أو حتي باستخدامه، ففي هذا السياق قال “شتاينتز”، إن تل أبيب قامت بقصف مفاعل نووي عراقي في عام 1981م، إبّان حكم الرئيس العراقي الراحل “صدام حسين”، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة.
تصريحات الوزير الإسرائيلي، تكشف عن خيار محتمل تعدّ له تل أبيب، وهو ما عبّر عنه “شتاينتز” بوضوح حين قال “إن إسرائيل لن تسمح أبدًا لإيران بأن تصبح قوة نووية”.
تهديد أمريكي
وفي خطّ موازٍ، صرح البيت الأبيض، أنه إن لم يحصل على التزام محدد وملموس من إيران -بشأن قدراتها النووية ضمن المهلة المحدد- فلا بد من اللجوء إلى الخيار العسكري في التعامل مع إيران.
وأعلن “آشتون كارتر” -الذي تولى مهامه كوزير للدفاع في فبراير، الثلاثاء، في حديث لتلفزيون “إن بي سي” الأمريكي- أن “الخيار العسكري سيبقى بالطبع على الطاولة” في حال فشل مباحثات سويسريا.
وأضاف: “إذا كانت هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جيد، فمن البديهي أن الأمر يستحقّ الانتظار واختتام المفاوضات”.
وردّ وزير الدفاع الإيراني الجنرال “حسين دهقان”، على “كارتر” -الخميس، قائلًا-: إن حديث وزير الدفاع الأمريكي حول “خيار عسكري” محتمل، يؤكد صحة شكوك إيران إزاء واشنطن.
وقال “دهقان” -في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية- إن تصريحات “آشتون كارتر” صدرت بهدف “التأثير على مناخ المفاوضات المتعقل” في لوزان بين إيران والدول الكبرى.
واتهم الوزير الأمريكي بأنه “مصاب بالزهايمر”؛ لأنه نسي “الهزائم السابقة والحالية لأمريكا في المنطقة والعالم”.
وأضاف أن إيران “مستعدة للردّ على أي عمل عدائي في أي وقت وفي أي ظرف”.
مع ذلك، اعتبر الوزير الإيراني تعليقات نظيره الأمريكي تهديدات “جوفاء”، لن يكون لها أي تأثير على الموقف “المتعقل والحكيم والمنصف” الذي تلتزمه إيران، حتى وإن أتت في “وقت حساس وصعب”.
كما طالب أعضاء جمهوريون في مجلس النواب الأمريكي، بفرض مزيد من العقوبات على إيران، بعد تجاوز المهلة المحددة للتوصل إلى توافق مبدئي بشأن برنامج طهران النووي.
وذكرت وسائل إعلامية أمريكية –الخميس- أن عضو مجلس النواب “توم كاتن”، دعا الكونجرس إلى التحرك على نحو عاجل، لفرض عقوبات جديدة على إيران، وحذا حذوه النائب الجمهوري “برادلي بيرن” وزميلته “فيكي هاردسلر”، التي دعت إلى فرض عقوبات “خانقة” على طهران.
وكان النائب “كاتن”، قد أرسل -مع مجموعة من الجمهوريين- رسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى “علي خامنئي”، قال فيها إن “أي اتفاق مع إيران -بشأن برنامجها النووي- لن يستمر بعد أن يترك الرئيس “باراك أوباما” البيت الأبيض، إلا في حال موافقة الكونجرس عليه”.
وفي سياق متصل، انتقد رئيس المؤتمر الجمهوري في مجلس الشيوخ “جون ثون”، ما وصفه باستمرار البيت الأبيض في “استبعاد الكونجرس عن تفاصيل “المفاوضات الجارية، بما فيها المحادثات بشأن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران.
وفي المعسكر الديمقراطي، قال “آدم شيف” -أبرز الأعضاء الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي- إنه “على البيت البيض إطلاع الشعب الأمريكي على الخطوط الأساسية للاتفاق، إذا كانت الإدارة الأمريكية ترغب في الحصول على دعم الكونجرس في هذا الشأن”.
وفي معرض ردّه على هذه الدعوات، قال المتحدث باسم البيت الأبيض “جوش إرنست”، إن “واشنطن تواصل المحادثات لأنها مثمرة”.
وتعمل إيران والقوى الكبرى -من خلال مفاوضات لوزان الجارية منذ ثمانية أيام- على التوصل إلى مشروع اتفاق أساسي حول الملف النووي، يسمح بالتقدم باتجاه صياغة نصّ نهائي بحلول الـ30 من يونيو.
وتريد الدول الكبرى مراقبة البرنامج النووي الإيراني، والتأكد من أن طهران لن تمتلك سلاحًا ذريًّا، مقابل رفع للعقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.