اعتبرت وكالة أسوشييتدبرس الأمريكية، أن الرد الشديد من جانب السعودية ضد السويد -عندما انتقدتها، والذي اعتبرته الرياض تدخلًا في شأنها- هزّ مكانة استوكهولم في العالم العربي، وهدد بخسائر اقتصادية كبيرة للمملكة الأوربية، كما أجّج مخاوفها من أن تفقد الدعم العربي في سعيها للحصول على مقعد دوري في مجلس الأمن الدولي.
وقالت الوكالة -الإثنين (30 مارس 2015)- إن وزيرة الخارجية السويدية هي الدبلوماسية الأولى في السويد، التي تسببت في مشكلة مع السعودية، بعد تجاوزها الخطوط الحمراء بالتدخل في شؤون المملكة في وقت عصيب تمر به المنطقة.
وأضافت -في تقرير مطول- أن صحف المملكة -قبلها بخمسة شهور- كانت تمتدح السويد، لموقفها الداعم للفلسطينيين وإعلانها الاعتراف بدولة فلسطينية.
واستعرض التقرير أسباب الأزمة، والتي نجمت عن تدخل وزيرة الخارجية “مارجوت والستروم” في شؤون المملكة، عندما أصدرت تصريحات غير مسؤولة مسيئة للمملكة، وقامت المملكة -على إثرها- باستدعاء سفيرها في ستوكهولم، احتجاجًا على التصريحات، التي تعدّ تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية للمملكة -خاصة القضاء- وهو ما لا تجيزه المواثيق الدولية، ولا الأعراف الدبلوماسية، ولا ينسجم مع العلاقات الودية بين الدول.
وقالت الوكالة الأمريكية، إن الأزمة هدأت، بعد أن تدخل ملك السويد “كارل جوستاف” بشكل نادر، وأرسل مبعوثًا إلى خادم الحرمين الشريفين، يحمل رسالة تعبّر عن الأسف العميق والحزن للأزمة بين البلدين، كما حمل المبعوث رسالة أخرى من رئيس الحكومة، عبر فيها عن احترامه الكامل للمملكة، وتقديره للعلاقات التاريخية بين البلدين. وعلى إثر ذلك، قررت المملكة تجاوز الأزمة وعودة السفير السعودي إلى استوكهولم.
واعتبرت أسوشييتدبرس، أن الرد السعودي الشديد على السويد، كان بمثابة رسالة لدول أوربية أخرى، ربما كانت تفكر في انتقاد السجل الحقوقي للمملكة. وقال “مارك رينارد” -الخبير في السياسيات الأوروبية والعلاقات الدولية- إن كثيرًا من المسؤولين الأوربيين دعموا السويد سرًّا وانتظروا ليروا رد فعل السعودية، ولكن لا أعتقد أن أيًّا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، سوف يتطرق إلى الشأن الداخلي للسعودية بعد ذلك.
ونقلت الوكالة عن “آدم كوجل” -الباحث في شؤون حقوق الإنسان، قوله-: “عندما تأخذ هذا الموقف ضد دولة قوية مثل السعودية، يجب أن تدرك أنه ستكون هناك تداعيات سياسية”.
وكانت “والستروم” قد أكدت -في خطاب أمام البرلمان في بلادها- أنها “لم تكن تقصد الإساءة إلى السعودية وأنها تحترم بشدة الدين الإسلامي كدين عالمي، ساهم في الحضارة الإنسانية المشتركة”.