بعد تعدد التقارير الصحفية الغربية التي تزعم أن “عاصفة الحزم” بداية لحرب خفية بين المملكة العربية السعودية وإيران في المنطقة، أجرت شبكة “إن بي سي” الأمريكية حوارًا مع سفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير الأحد (29 مارس 2015)؛ لسؤاله عن مدى صحة هذه المزاعم.
وقال “الجبير” إن هذا التوصيف عارٍ تماما عن الصحة؛ لأن المملكة وجهت هذه الضربة ضد المتمردين الحوثيين من أجل الدفاع عن الشعب اليمني ومن أجل حماية الحكومة والشرعية اليمنية ضد هجمة شنتها جماعة مسلحة، أما كون هذه الجماعة تتلقى دعمًا من إيران وحزب الله فهذا لا يعني أبدا أن هناك حربًا خفية بين المملكة وإيران.
وأكد السفير مرة أخرى: “نحن نقوم بهذا العمل لحماية اليمن”.
وقامت شبكة “سي بي إس” بعقد لقاء مماثل مع السفير السعودي بواشنطن، أوضح خلاله أن عاصفة الحزم ليست بداية لحرب خفية ضد إيران؛ ولكنها حرب ضرورية، قائلا، “لم يكن أمامنا خيار آخر غير هذا.. لقد حاولنا تجنب هذه الضربة بجميع السبل السياسية الممكنة ولكن جميع الاتفاقيات التي أبرمناها مع الحوثيين والتي بلغ عددها 67 جميعها تم نقضها”.
ولفت “الجبير” إلى أن المملكة كانت تعلم أن كل ما تريده قوات الحوثي هو السيطرة وحدها على زمام الحكم في اليمن إلا أن محاولتهم اقتحام مدينة عدن معقل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هي التي حثت المملكة على القيام بهذا التحرك العسكري.
وقام مقدم البرنامج بسؤال الجبير: “هل يمكن لدولة سعودية قوية وأخرى إيرانية قوية أن يتعايشا بسلام في المنطقة؟”، فأكد “الجبير” أن هذه المسألة ترجع في المقام الأول لإيران؛ لأنها هي التي تصر على الهجوم على المملكة بينما المملكة لم تقم يوما بالاعتداء عليها.
وذكر “الجبير” أن المملكة قامت بمد يد الصداقة لإيران غير مرة؛ ولكن إيران دأبت على رفض الاستجابة لهذه المساعي على مدى 25 عامًا مضت، وبالرغم من ذلك أكد “الجبير” أن المملكة ترحب بأن يكون بينها وبين إيران علاقة صداقة وتعاون لما سيكون لهذه العلاقة من أثر طيب على المنطقة ولكن الجانب الإيراني يصر دائما على رفض مثل هذه العلاقات الطيبة بما يقوم به من أعمال.
ويُذكر أن عدة صحف غربية أشارت إلى أن تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران في عدة محاور، سواء في المحادثات الجارية اليوم مع إيران حول ملفها النووي أو انضمام القوات الأمريكية للقوات الإيرانية في حرب الأخيرة ضد داعش في مدينة تكريت، هو من أهم الأسباب التي دعت لتكون هذا التحالف العربي غير المسبوق.
وأشارت الصحف- أيضا- إلى أنه منذ عام 1960 لم يقم هذا العدد من الدول العربية بالاشتراك في مثل هذه الضربة العسكرية التي تقودها المملكة ضد قوات الحوثي في اليمن.